في الآونة الاخيرة بدت رائحة الصراع السياسي في اليمن تتبلور أيضاً الى أحقاد طائفية ومذهبية وعقائدية مقيتة تتعمد القضاء ومضايقة الأقليات الدينية والانتماء المذهبي. لا خلاف على ذلك، ان وجدنا ان الحرب التي تشنها مليشيات صالح والحوثي الانقلابية ليست مقتصرة على الهدف السياسي او السلطة فقط، بل نجدها منغمسة أيضاً بالحقد القبلي والعقيدة الدينية والطائفية الذي لا تخلو من العنصرية والانتماء، فتعمدت استهداف الأقليات ذات الانتماء المذهبي المخالف لها. هذا هو الحال لفئة "بهائيون اليمن" الذين تضاءلت أملهم بالحماية من قبل دولة منقسمة، فرضت عليها العيش في إطار سلطة الامر الواقع. في الثالث من شهر أغسطس الجاري، كان لأكثر من65بهائياً موعداً مع السجن في مبنى الامن القومي بالعاصمة صنعاء. كان اليوم الاربعاء، تحديداً بتاريخ3أغسطس عندما أقتحم مسلحين يرتدون الزي العسكري مخيماً للشباب البهائيين أقيم برعاية مؤسسة نداء للتعايش والبناء من اجل تعزيز القيم الثقافية والأخلاقية والخدمية وترسيخ قيم المواطنة لدى الشباب، حيث تم اختطاف 65 شاباً ( ذكور وإناث) وأطفال (بين 10-15 سنة) و14إمراة، واقتيادهم الى سجن الامن القومي. لم يقف الحد هنا فحسب بل ما زالت عملية اعتقال وملاحقة البهائيين من قبل المليشيات مستمرة حتى اللحظة. وفي حين ذكرت مصادر ان المليشيات أفرجت عن 38شخصاًمنالبهائيون، فيما لازال27أخرين رهن الاختطاف. ويأتي ذلك، بعد ان تواصل افراد الأمن القومي وقاموا بالاتصال لعدد من البهائيين وطلبوا منهم الحضور الى مقر الأمن القومي لاستلام أولادهم ونساءهم المعتقلين، لكن لم يكن الامر كذلك فقد قام أعضاء الامن القومي باعتقالهم. في سياق متصل، دعت منظمة العفو الدولية الاربعاء الماضي، مليشيات صالح والحوثي الذين يسيطرون على العاصمة اليمنيةصنعاء، الى الإفراج عن 27 من اتباع الطائفة البهائية المحتجزين في سجون الامن القومي. وقالت المنظمة في بيان صادر عنها بان على جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على بعض اجزاء اليمن، ان تضمن بشكل فوري الإفراج عن الأفراد ال 27 من الطائفة البهائية الذين احتجزوا في العاصمة صنعاء لأسبوع من دون اي اتهام. واعتبرت هذا الاحتجاز حالة صارخة من الاضطهاد بحق اقلية دينية. وقالت نائبة مدير منظمة العفو في الشرق الأوسط ماغدالينا مغربي، ان "التوقيفات الاعتباطية للبهائيين لقيام فقط بحضور حفل سلمي غير مبررة على الاطلاق"، معتبرة الخطوة "المثال الأحدث على اضطهاد السلطات لحقوق الاقليات الدينية". ودعت مغربي الحوثيين المنتمين الى الأقلية الزيدية، الى "انهاء تحرشهم بالأقليات واحترام الحق بالحرية الدينية". وأشارت منظمة العفو الى ان البهائيين عانوا ايضاً من الاضطهاد وتم اعدام عدد منهم، ابان حكم الرئيس السابق صالح الذي استمر 33 عاماً. وتشير التقديرات الى ان عدد البهائيين في اليمن يصل الى 250. ويؤمن البهائيون بوحدانية الله، ووحدة البشر وتطوير الخصال الروحية وتكامل العبادة والخدمة، والمساواة بين الجنسين، وتناغم الدين والعلم، وذلك بحسب الموقع الالكتروني للجامعة البهائية حول العالم.
قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet