من بين كل القضايا والأحداث الجارية على الساحة التي كثر العويل والحديث عنها والمطالبة بالمسارعة في حلها لارتباطها بالجانب المعيشي هي مسألة مرتبات الموظفين والتي لم يعد باستطاعة تحالف الانقلاب توفيرها للموظفين, كما هو الأمر لدى الحكومة الشرعية القابعة في الجنوب وعجزها عن تسليم مرتبات موظفي الدولة ! . ومن بين كل المتباكين والمطالبين بالراتب يظل "عامل النظافة" هو الأسوأ حالا ومعيشة على نحو كارثي فج. ويعيش عامل النظافة كارثة ومأساة حقيقة قد تصل به حد الموت إذا ما استمر الوضع نحو هاوية الحرب. فهو عامل بسيط يعمل بأجر ضئيل وزهيد، راتبه الذي يجنيه من وظيفته الشريفة التي لا يشوبها شيء غير معاني الجمال والشرف... لا يكفي لضمان العيش لأسرة بسيطة بمقومات متواضعة، لولا أننا مصحوبون ومتمتعون ببركة العيش، لما بقينا... كان هذا رد احد عمال النظافة عندما سألته عن راتبه الذي لم يتم صرفه مذ شهرين. عامل النظافة يعمل تحت لفحات الشمس حتى يغلى جسده ويكاد جلده ينصهر، يبكي بصمت دون أن يشعر أحد لأنه لا يملك موقف أو حيلة، ولا يجرؤ على الخروج والصياح والمطالبة بحق عرقه، فجل ما يمكنه فعله إزاء هذا الكابوس والقدر الذي فرض عليه، أن يعمل فقط . الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل ما يحصل هو أنكى وأمر، فبدلا من أن تقابل هذه الشريحة العمالية بالاحترام والعمل على التخفيف من كاهلها وعلى رفع أجور موظفوها وتوفير التامين الصحي لهم؛ إلا أنها تقابل بالشتيمة والازدراء من غالبية الناس، والنظر إليها على أنها مجرد لاشيء وهامش خلق للسحق والعمل فقط. مازال الكثيرون ينظرون إلى عمال "البلدية" أو إلى الفئة المهمشة نظرة احتقار وازدراء ونظرة دونية، لربما أصبح ذلك انعكاس وانطباع أصيل منا، وان لم نتخلص من هذه الانطباعات والفوارق لن نستطيع النفاذ إلى حلم الدولة المنشودة وسنبقى متقوقعين ومتخندقين في مربع الصراع والهبوط والرداءة حتى نسقط هذا التميز والفوارق ونؤمن إن الإنسان إنسانا فقط. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet