أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع في اليمن من أجل التوصل الى مخرج للأزمة الانسانية المتفاقمة، مطالبا جميع الاطراف بالعمل من أجل الحل السياسي. وناشد المجلس في جلسة مغلقة حول اليمن عقدها يوم أمس، بطلب من روسيا، جميع أطراف النزاع السماح بدخول المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية والتجارية وفتح جميع المعابر، بما فيها ميناء الحديدة واحترام القانونين الدولي والإنساني. رئيس المجلس سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت قال عقب الجلسة المغلقة التي عقدها الأعضاء ال15 لبحث آخر التطورات في اليمن ان المجلس أعرب عن دعمه الكامل للمبعوث الأممي الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وجهوده المضنية لإنهاء النزاع كما حث كافة الأطراف على العمل معه. وأضاف رايكروفت انه في غضون ذلك هناك العديد من المناطق باليمن تقترب من الوقوع في مجاعة وهو ما يشكل تحديا على المجتمع الدولي مواجهته. وناشد كافة الأفرقاء في الصراع السماح بوصول المساعدات الانسانية واحترام القانون الانساني الدولي. وكشف عن أن أعضاء مجلس الأمن استمعوا في جلستهم اليوم الى إيجاز قدمه نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. وكان ولد الشيخ أحمد قد اجرى مشاورات مع كبار المسؤولين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط حول الوضع في اليمن. في لندن، شارك المبعوث الخاص في اجتماع الخماسية الذي استضافته الحكومة البريطانية. و قد ضم الاجتماع ممثلين عن الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. و قد استغل المبعوث الخاص هذه الفرصة للتعبير عن تخوف الأممالمتحدة من استمرار الأزمة الإنسانية التي تواجه اليمن وعدم التوصل إلى تسوية سياسية. كما ناقش الحلول الممكنة للصراع الدائر. وفي باريس، التقى المبعوث الخاص مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت، بالاضافة الى كبير مستشاري الشانزيليزيه في الشرق الأوسط وكبار المستشارين في الحكومة الفرنسية. أما في برلين، فالتقى بوزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل وكبير مساعدي المستشارة أنجيلا ميركل للسياسة الخارجية .بالإضافة إلى التقائه بأعضاء في البرلمان الألماني و منظمات بحثية. و خلال زيارته لبرلين, شارك في جاسة نقاشية ضمت مجموعة من الناشطين اليمنيين و قادة المجتمع المدني اليمني، نظمته مؤسسة بيرغوف ، لبحث سبل إنهاء الصراع ودعم عودة اليمن إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم. أطلع المبعوث الخاص محاوريه على الوضع الكارثي في البلاد وعن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني و الاقتصادي المتدهور. قال المبعوث الخاص " لقد تسبب الصراع في قتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من ذلك بكثير. هل تحتاج الأطراف إلى فقدان مزيدا من الضحايا حتى تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية لوقف القتال والالتزام بعملية السلام ووضع حد للقتال؟" و أضاف المبعوث الخاص: "سيكون من المؤسف أن يفوت اليمنيون فرصة للتفاوض على تسوية سياسية بينما لا تزال الفرصة موجودة وممكنة". وحث المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لحث جميع الأطراف المتحاربة على ضبط النفس, و المساعدة على التخفيف من معاناة اليمنيين وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية للصراع. وقد وضح المبعوث قائلا: " إن الإطار الذي قدمته للأطراف للتوصل إلى اتفاق شامل عادل ومتوازن. ويتناول كلا من المخاوف السياسية والأمنية للأطراف الرئيسية. إن تأخير التوصل لإتفاق لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف المزعزع للاستقرار و إلى مزيد من التدهور لوضع إنساني هو بالأساس مأساوي" واضاف "أن الوضع الحالي يهدد بمزيد من التوسع للمجموعات الإرهابية ليس فقط في اليمن، ولكن في أماكن أخرى من العالم ". ودعا المبعوث الخاص ايضا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل لليمنيين المتضررين من الصراع. وأضاف ولد الشيخ أحمد: "إن المجتمع الدولي قد قدم حتى الآن الدعم الثابت للجهود التي نبذلها، وأنه لا بد من أن يظل الوضع في اليمن يحظى بأهمية عالية في أجندة الجميع. وقد طورت وكالات الأممالمتحدة الإنسانية وشركائهم خطط لمساعدة المدنيين المحتاجين الا أن الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة. وبالإضافة إلى ذلك، ان تقييد وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات إلى العديد من المناطق يحد من توافر المساعدات" كما شدد على "ضرورة أن يلتزم جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم تجاه القانون الدولي الإنساني للسماح للإغاثة الإنسانية بالعبور بشكل سريع ودون أية عوائق". وتأمل الأممالمتحدة في تشجيع الأطراف المتحاربة على الانخراط في جولة مفاوضات حاسمة للتوصّل إلى "اتفاق نهائي" بموجب خطة جديدة للسلام، ترتكز على انسحاب الميليشيات من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم البالستية إلى "طرف محايد" مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية. وفشلت أربع جولات من المفاوضات منذ اندلاع الحرب الطاحنة، في إحراز أي اختراق توافقي يضع حدّا للصراع الدامي في اليمن، مع تصاعد المخاوف الدولية من انزلاق البلد العربي الفقير نحو مجاعة وشيكة خلال الأشهر المقبلة، مع اقتراب المعارك عند الساحل الغربي على البحر الأحمر من ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet