عبر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن رفضه لما وصفها ب (الأساليب التي تم من خلالها تزويد مكاتب الأممالمتحدة بمعلومات مضللة وغير صحيحة هدفها صرف الأنظار عن جرائم الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح), التي بموجبها أدرجت الأممالمتحدة التحالف على لائحة سوداء سنوية للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق أطفال. وقال التحالف العربي الذي تقوده السعودية في بيان له اليوم السبت، أنه اطلع على تقرير الأمين العام السنوي المتعلق بالأطفال في النزاع المسلح الذي صدر أمس الجمعة, ونص على إدراج التحالف ضمن الجهات والدول التي قامت باتخاذ إجراءات وخطوات لتعزيز حماية الأطفال، والإشادة بتعاونه مع الأممالمتحدة في هذا المجال. وإذ ابدى التحالف في بيانه تقديره للخطوات المهمة التي قام بها في هذا الصدد معربا عن الأمل في أن يستمر التعاون بين التحالف والأممالمتحدة في سبيل تعزيز حماية الأطفال, شدد على حرصه الملتزم بالمعايير والقوانين الدولية لحماية المدنيين وسلامتهم، واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفادي الإضرار بالمدنيين. وارجع التحالف العربي سبب الآثار المؤسفة للنزاع القائم في اليمن منذ اكثر من عامين, إلى قيام الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح بارتكاب جرائم وأساليب لا أخلاقية وغير شرعية يستخدم فيها المدنيين –بمن فيهم الأطفال– دروعا بشرية، ويزجون فيها بالأطفال في ميليشياتهم، في انتهاك صارخ للمعايير الدولية وحقوق الإنسان ودون اعتبار لحرمة النفس البشرية، وذلك لتحقيق أهدافهم وغاياتهم غير المشروعة. وفيما أوضح التحالف في بيانه أنه اتخذ إجراءات شاملة ومهمة لحماية المدنيين لتقليل الأضرار الجانبية وفقا لقواعد القانون الدولي الإنساني، لفت الى أن النزاع في اليمن ما كان لينشأ لولا التدخلات الإيرانية في اليمن، وما قام به الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من انقلاب على الشرعية في اليمن وتهديد الدول المجاورة لليمن والمنطقة بأسرها تهديداً مباشراً وخطيراً، إضافة إلى إطلاق الحوثيين باتجاه المملكة العديد من الصواريخ البالستيه بما يفوق (76) صاروخاً وكذلك القذائف وكلها يدعم من إيران وحزب الله مما أوقع العديد من الضحايا والمصابين من المدنيين, مجدد حرصه على حماية الشعب اليمني بما يسهم في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة. وطالب البيان الأجهزة المعنية في الأممالمتحدة بالاستمرار في التعاون مع دول التحالف لتعزيز الإجراءات الكفيلة بحماية وسلامة الأطفال، وتحميل ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق على صالح مسؤولية الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن. وكانت الأممالمتحدة ادرجت التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن على لائحة سوداء سنوية للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق أطفال، وفق تقرير نشرته المنظمة الدولية الخميس. ووردت هذه القائمة في ملحق لتقرير حول الأطفال والنزاعات المسلحة يصدره الأمين العام للأمم المتحدة كل سنة. غير أن الوثيقة التي نشرت الخميس تشير إلى أن "تحالف إعادة الشرعية في اليمن" اتخذ تدابير للحد من عواقب تدخله العسكري على الأطفال. ومن غير أن يذكر السعودية تحديدا أشار الامين العام أنطونيو غوتيريش في بيان الخميس إلى أن "اكثر من 8 الاف طفل قتلوا او شوهوا في صراعات عام 2016" في "هجمات غير مقبولة". واضاف ان الهدف من هذا التقرير السنوي لا يقتصر على التنديد بالانتهاكات التي ترتكب ضد الاطفال من قتل وتشويه وتعديات جنسية وتجنيد وخطف، وانما ايضا حض الاطراف المتحاربين على اتخاذ اجراءات للحد من عواقب النزاعات على الاطفال. وذكر الملحق في ما يتعلق باليمن، كلا من المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الى أنها جهات مسؤولة عن تجاوزات بحق اطفال، مشيرا إلى أنها لم تتخذ أي خطوات لحمايتهم. ورحبت عدة منظمات غير حكومية بإدراج التحالف العربي على القائمة السوداء. ومن بينها منظمة هيومن رايتس ووتش التي اثنت على قرار غوتيريش واعلنت "يتعين على التحالف (العربي) التوقف عن تقديم وعود فارغة (...) واتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذه الهجمات الفتاكة غير القانونية في اليمن، والسماح بوصول (...) المساعدات الى من هم بحاجة اليها". واضافت "إلى حين حدوث ذلك، يجب على الحكومات تعليق جميع مبيعات الأسلحة الى السعودية". وتصنف الأممالمتحدة الوضع في اليمن على أنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث بات سبعة ملايين يمني على حافة المجاعة فيما تسبب انتشار وباء الكوليرا بوفاة أكثر من ألفي شخص.