لقي خمسة مسلحين يعتقد انتمائهم الى تنظيم القاعدة اليوم الأحد مصارعهم بغارة جوية نفذتها طائرة مسيرة في محافظة مأرب شرقي صنعاء. وأفادت مصادر محلية أن طائرة امريكية مسيرة، استهدفت السيارة التي كانت تقل المسلحين الخمسة بالقرب من منطقة "سعود" الأثرية في مديرية رغوان شمال غرب محافظة مارب. ووفقا للمصادر, فقد اسفرت الغارة عن احتراق السيارة بالكامل وتفحم جثث من كانوا على متنها. ونقل عن شهود عيان قولهم ان عناصر ما يعرف بتنظيم القاعدة المحظور دوليا, هرعت الى مكان السيارة وقاموا بسحب جثث القتلى, الذين تعذر التعرف على هوياتهم بسبب تفحم الجثث. وتأتي هذه الغارة بعد ثلاثة ايام من قتل القيادي في التنظيم القاعدة شروم الصنعاني , في غارة نفذتها طائرة أميركية مسيّرة في محافظة البيضاء وسط البلاد. وذكرت ذات المصادر أن -القيادي بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب- كان يستقل دراجة نارية حين استهدفته الغارة وأدت إلى مقتله مع شخص مرافق له لم تُحدّد هويته. وكثفت المقاتلات الأمريكية المسيرة بشكل متكرر غارات جوية على مواقع لتنظيم القاعدة في اليمن، منذ تسلم دونالد ترامب منصبه في يناير مطلع العام الجاري2017، وأدى ذلك إلى مقتل العشرات من عناصر التنظيم بينهم قيادات ميدانية بارزة. وذكر موقع مكتب الصحافة الاستقصائية أنه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2002 إلى يوليو/تموز 2017 سجلت 254 ضربة بواسطة الطائرات المسيّرة في اليمن، أوقعت ما لا يقل عن 890 قتيلا و155 جريحا. وشهدت فترة سيطرة أنصار الشريعة على مدينة المكلا بمحافظة حضرموت العام قبل الماضي هجمات مكثفة للطائرات الأميركية المسيرة، قتلت فيها قيادات بارزة من تنظيم القاعدة، كان أبرزها ناصر الوحيشي ونصر الآنسي. ومنذ سقوط العاصمة صنعاء في أيدي قوات صالح والحوثي في 21 سبتمبر 2014، واصلت الطائرات المسيرة الأميركية تحليقها في محافظات الجنوب والشرق كحضرموتوشبوةومأرب وأبين والبيضاء. وبحسب مصادر محلية فأن هذه الغارات لم تحقق أهدافها بدقة, فقد قتل فيها, بالإضافة الى عناصر ينتمون إلى تنظيم القاعدة، مدنيون وأبناء قبائل ليس لهم علاقة بالتنظيم, الأمر الذي يزيد سخط الشارع اليمني ضد واشطن. ومع كل ضربة لهذه الطائرات يؤكد الجيش الأميركي أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل تهديدا للمنطقة وللولايات المتحدة، وهي ذات السياسة التي درج عليها منذ تفجير المدمرة الأميركية عام 2000 الذي أسفر عن مقتل 17 جنديا أميركيا في خليج عدن. وتشهد المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة خارجة سلطة مليشيا الحوثي عمليات للطائرات الأميركية المسيرة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وفي المقابل يكاد ينعدم نشاط هذه الطائرات في المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيا، وهو ما يثير كثيرا من التساؤلات. وتركزت ضربات هذه الطائرات في المناطق الواقعة بين محافظاتشبوةومأربوحضرموت، وهي مناطق صحراوية وجبلية بعيدة عن سيطرة السلطات المحلية، إلى جانب المناطق الواقعة بين محافظتي البيضاءومأرب. وقد أثار دعم الطائرات المسيرة الحوثيين في محافظة البيضاء وسط اليمن ضد المناوئين لهم من أبناء القبائل، تساؤلات واسعة عن التنسيق الميداني بين الطرفين. إذ بدت جزءا من التدخل العسكري في صراع سياسي محلي لترجيح كفة المليشيات الحوثية، لكونها طرفا أيدولوجيا طائفيا تعول عليه واشنطن في أن يلعب دورا فاعلا في الحرب على الإرهاب على غرار المليشيات الطائفية في العراق.