جدد مجلس تنسيق منظمات الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب دعوته كل المكونات الوطنية الجنوبية لتوحيد الصف الجنوبي في إطار قيادة وطنية موحدة وبرؤية موحدة، والتوافق على وفد موحد استعدادا للاستحقاقات السياسية القادمة؛ بما يحقق أماني وتطلعات شعب الجنوب، وتقرير مصيره، واستعادة دولته جاء ذلك في البيان السياسي الصادر عن الدورة الثانية لمجلس تنسيق منظمات الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب:( دورة الوفاء لشهداء تحرير الجنوب) المنعقدة في العاصمة عدن خلال الفترة من 23-24- إبريل الجاري. وقال البيان لقد اجتاحت المليشيات الحوثية والوحدات العسكرية الموالية لصالح الجنوب في مارس 2015م، بالإضافة إلى الوحدات العسكرية السابقة المتواجدة في الجنوب منذ حرب صيف 94م ظناً منهم بأن الظروف قد أصبحت مواتية لتحقيق مآربهم وأهدافهم العدوانية للسيطرة مجدداً على الجنوب، والقضاء على الحراك السلمي الجنوبي. وأوضح البيان أن حسابات الانقلابيين ذهبت أدراج الرياح، وتحطمت على صخرة صمود وأسطورة المقاومة الجنوبية الباسلة التي ضمت في صفوفها بعض الأفراد من الوحدات العسكرية الصغيرة، وبدعم وإسناد قوي من الأشقاء في دول التحالف العربي وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان عاصفة الحزم في الوقت المناسب استجابةً لطلب فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي بالتدخل العسكري، وما أحدثته من تحول نوعي في موازين القوى العسكرية وقال البيان لقد اجترحت المقاومة الجنوبية مآثر كفاحية خالدة يسجلها التأريخ بأحرف من نور وستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة، وقدّمت قوافل من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة الوطن الغالي، وغطت رفاتهم خارطة الجنوب من أقصاه إلى أقصاه. وذكر البيان الآلاف المؤلفة من الجرحى والمقاتلين الأشاوس الذين ذادوا بشرف وإباء وشموخ عن الأرض، والكرامة ولازالوا مرابطين في الجبهات للذود عن حياض الوطن وسلامة أراضيه. وعبر البيان عن اعتزاز الحزب بمشاركة أعضائه وكوادره وأنصاره في تحرير الجنوب، ونيل الكثير منهم شرف الشهادة في الدفاع عن الأرض والإنسان وقال البيان لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحني هاماتنا إجلالاً وإكباراً للشهداء والجرحى، وكل الرجال الميامين الذين تقدموا الصفوف لتحرير الجنوب من دنس الغزو الحوثي العفاشي المدعوم إيرانياً. وحيا البيان الذكرى الثانية لتحرير مدينة المكلا من عناصر الإرهاب والتطرف؛ حيث مثَّل هذا التحرير انتصارا لتأريخ حضرموت وثقافتها الحضارية والمدنية النابذة لكل أشكال التطرف والإرهاب. وأكد البيان على اهمية استكمال إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية في الجنوب على أسس صحيحة وسليمة، وعلى قاعدة التوافق، والشراكة الوطنية الجنوبية الحقيقية، والأخذ بمعايير: النزاهة، والكفاءة، والإخلاص، ومعايير شغل الوظيفة. وشدد البيان على أهمية الموقف الايجابي لمواجهة العدوان الحوثي العفاشي، وإعادة بناء وتأهيل كامل المؤسسات المدنية، والخدمية منها لتقديم خدماتها للمواطنين، وتطوير هذه العملية وبدون إبطاء أو تأخير، وإضفاء الطابع المؤسسي لعملها؛ ليشمل كل مؤسسات الدولة. ودعا البيان إلى الإسراع في استكمال بناء وترتيب الأوضاع الأمنية، والعسكرية في محافظاتالجنوب؛ لترسيخ دعائم الأمن، والاستقرار فيها، وتأمين الحياة الطبيعية، والقضاء على مظاهر الانفلات الأمني، والمظاهر المسلحة، والاغتيالات. وتقديم مرتكبيها للقضاء للفصل فيها. كما دعا البيان إلى إعادة دمج، وتوحيد تلك المؤسسات العسكرية والامنية على أسس وطنية صحيحة، واستيعاب ما تبقى من أفراد المقاومة الجنوبية، والعسكريين الذين تم إقصاءهم ما بعد حرب صيف 1994م، لاسيما القادرين منهم على العمل، ومنح الآخرين مستحقاتهم القانونية المكتسبة، وإن تتم هذه العملية بالعمل المشترك مع قيادة الدولة، ودول التحالف، والمقاومة الجنوبية. وقال البيان إن الجنوب الذي نتطلع إليه ليس جنوب ما قبل 1967م، ولا جنوب ما بعد 1967، ولا جنوب ما بعد 1990م، إنه جنوب جديد، وبتفكير سياسي جديد، ومضامين جديدة، جنوب يؤمن بالديموقراطية، والتعددية السياسية، جنوب الوئام، والتوافق، والعيش المشترك، وبناء الدولة المدنية المعاصرة التي ننشدها جميعا ،جنوب يرسم معالم مستقبله شعبنا الأبي بإرادة حرة وبدون وصاية من أحد . وشدد البيان على تطبيق أسس ومبادئ ونهج وثقافة التصالح والتسامح والتضامن في الممارسة العملية واقتران الأقوال بالأفعال، وطي صفحات دورات العنف السياسي المؤلمة وإهالة التراب عليها، وتوطين أنفسنا على الحوار في القضايا الخلافية، والقبول بالآخر، وفتح صفحة جديدة من الوئام والتوافق الجنوبي لمواجهة المخاطر والصعوبات والتحديات ومظاهر العنف والإرهاب، والتطرف، والعصبية بكل أشكالها. ودعا البيان إلى وقف أعمال نهب وتخريب المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، والبسط على الأراضي وتزايد هوس البناء العشوائي وإثارة الفوضى من قبل بعض القوى والأفراد التي تهدد أمن واستقرار المواطن والسكينة العامة . كما دعا البيان إلى الشروع في إجراء واستكمال الحوارات السابقة وبشكل جاد ومسؤول بين القوى الوطنية الجنوبية وخلال فترة زمنية محددة ، بين المجلس الانتقالي الذي مثل تشكيلة خطوة ايجابية على الطريق الصحيح، والمكونات الحراكية، والنخب السياسية، والمدنية، والشخصيات الوطنية الجنوبية وبشكل سريع؛ بهدف التوصل إلى صيغة توافقية من شأنها تطوير، وتوسيع، وتصويب قاعدة التحالفات الوطنية الجنوبية، وتحويل المجلس الانتقالي إلى حامل سياسي جامع لكل القوى الوطنية الجنوبية ويغدو بمثابة كتلة وطنية تاريخية وائتلاف وطني موسع؛ يستوعب كل الأطراف وبناء مؤسساته على قاعدة الشراكة مع وجود الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل فصيل. وقال البيان لازالت بعض القوى الموغلة في عدائها السافر للجنوب تعمل بوتيرة عالية لتصدير وترحيل أفواج جديدة من الإرهابيين ومن مناطق مختلفة إلى الجنوب وحاضرته الجميلة عدن بدعم بقايا النظام السابق المعروفة برعايتها وحمايتها وتمويلها للإرهاب، وتسهيل تحركاته؛ بغية إحداث حالة من الاضطرابات والإرباكات الأمنية، والاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية وأئمة المساجد، والقوى السياسية المناوئة للإرهاب. وأدان البيان الأعمال الإرهابية التي شهدها ويشهدها الجنوب، كما ادان اغتيال عضو الصليب الأحمر الدولي (حنَّا لحود) في محافظة تعز. وحيا البيان الانتصارات العظمية على قوى الإرهاب في: حضرموت، وعدن، ولحج، وشبوة، وأبين، وغيرها من المحافظات والتي مثَّلت إضافة جديدة للانتصارات السابقة. ودعا البيان كافة القوى إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ،والسكينة العامة من قبل الجميع وفي هذه الظروف الاستثنائية، ووقف أي تعديات تستهدف العبث بما تبقى من تلك الممتلكات، والعمل مع مختلف القوى الجنوبية لخلق اصطفاف وطني جنوبي؛ لمواجهة أعمال النهب والتخريب، وإثارة الفوضى التي تهدد أمن واستقرار وسلامة المواطنين في الجنوب. وأدان البيان بشدة اقتحام منزل الشهيد: عبد الفتاح إسماعيل أحد رموز الدولة والحزب في الجنوب، والاستيلاء عليه والعبث بمحتوياته. وطالب البيان السلطة القيام بدورها بإخراج المقتحمين، واستعادة المنزل، ومحاسبة من أقدم على هذا العمل العبثي وتقديمهم للمحاكمة، كما طالب باتخاذ مواقف مماثلة إزاء الضالعين في الاستيلاء على منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة دون أي مسوغ قانوني. ورحب البيان بقدوم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفت إلى اليمن ، معبرا عن تطلع الحزب إلى أن يحرز المبعوث الأممي النجاح في مهمته وتوسيع دائرة التواصل مع كل الأطراف مع التأكيد بأن القضية الجنوبية تمثل البوابة الرئيسية ومفتاح الحل لأي تسوية سياسية قادمة وبدونها ستظل الأزمة قائمة وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية لا تساعد على استتباب واستقرار الأوضاع في اليمن والمنطقة وأكد البيان أن المرجعيات الثلاث المتداولة للتسوية السياسية لم تتضمن حلا جذريا للقضية الجنوبية حيث تم تجاوزها وغض الطرف عنها؛ وعليه يجب تصويب هذا الاختلال في إطار الترتيبات القادمة والتسوية السياسية في اليمن. وأكد البيان على ضرورة دعم الإخوة في الشمال من أجل تصعيد نضالهم لتحرير المحافظات، والمدن، والمناطق من سيطرة القوى الانقلابية وهزيمة مشروعهم الانقلابي السلالي الطائفي الانعزالي وحليفهم النظام الإيراني واستعادة الدولة وإحلال الأمن والسلام.