هناك ثلاثة محاور رئيسية يسعى المبعوث الدولي من خلالها احداث اختراق في طبيعة الاحداث في اليمن ومساراتها. يكمن الاول منها بما وصفه المبعوث في مؤتمره الصحفي المشترك مع وزيرة الخارجية السويدية في اطار عمل المفاوضات. ووفقا للمبعوث فان المحور او المجال الثاني الجانب الانساني ويتمثل بإيجاد الية لرفع معاناة اليمنيين عبر تأمين ادخال المساعدات لمستحقيها واطلاق سراح المعتقلين باعتبار كل ذلك تدابير لبناء الثقة وهنا ستبرز مسائل تسليم ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء كأهم اوراق تبحاثية سيتم الوقوف عليها . وثالث المحاور يكمن في وضع خطة اقتصادية ومالية متناسقة. اذن مهام كثيرة امام وفدنا الممثل للشرعية وهي بالطبع لن تكون سهلة في هذه المفاوضات وبأيديهم يقع مستقبل القرارات الاممية خاصة القرار 2216 . المهمة الاولى هي الحفاظ على طبيعة تركيبة اطراف الصراع المقرة وفقا لهذه القرات بطرفين رئيسين هما الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي والانقلابين كجماعة متمردة وهي القاعدة الاساسية التي يجب الا يتم الاخلال بها او السماح باختراقها وللأسف الشديد فان المواجهة هنا لن تكون بين وفدي الشرعية والانقلابين فقط فالمؤشرات كثيرة على مساعي يقوم بها المبعوث الاممي للتعامل مع تعدد الاطراف المتصارعة وخطاباته تحوي الكثير من التلميح حول ذلك. وثاني هذه المهام هي التمسك بالسلطات السيادية للشرعية في ادارة المطارات والموانئ والاشراف عليها في كامل الاراضي اليمنية ومياهها الاقليمية وسيكون التفريط فيها واردا اذا ما تم القبول بالوصاية على ميناء الحديدة وتسليمه لطرف ثالث او بفتح مطار صنعاء امام الرحلات المباشرة بعيدا عن ادارة الشرعية. وفي هذا المجال ينبغي على الفريق المفاوض ان يحول ايضا دون تحميل الشرعية مسؤولية ما يحدث من معاناة انسانية باعتبار ان الانقلابيين هم المسؤولين عن ذلك بشكل تام. اما ثالث هذه المهام وهي لا تقل خطورة عما قبلها وتقع ضمن السلطات السيادية للشرعية وعليها يقع مستقبل البنك المركزي وادارة موارد الدولة واستغلالها، اذ لا يجب القبول باي تدابير من شأنها ان تقلص او تمنع الاجهزة المعنية التابعة للشرعية من ممارسة مهامها وفقا للقانون. على وفد الشرعية ان يضع كل ذلك نصب الاعين وان يحد من ايجاد اي فجوة للاختراق لأي كان حتى لو اقتضى الامر وقف مشاركتهم في المفاوضات باعتبارها مسائل مبدئية لا يمكن القبول بالمساس بها وفي مقابل ذلك يقع على كافة مكونات الشرعية ان تكون حاضرة في كل خطوة وفي صورة كل جزئيات التفاوض وان تشرع في تقديم كل اوجه الدعم والاسناد لفريقها المفاوض وان تسعى للحصول على الدعم المطلوب من قبل التحالف الداعم للشرعية في سبيل ذلك.