تواصل لجنة متابعة تنفيذ اتفاق الأسرى في اليمن اجتماعاتها التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان،لليوم الثاني من دون التوصل إلى نتائج، حتى الآن ضمنجولة جديدة من المحادثات تستمر ثلاثة أيام لبحث سبل تطبيق اتفاق تبادل الأسرى. وتواجه عملية تبادل السجناء بين الحكومة اليمنية والحوثيين صعوبات بسبب انعدام الثقة بين الطرفين. ويتهم وفد الانقلابيين السعودية بعدم دقة أرقام القوائم، فيما رفض وفد الحكومة اليمنية "المبادرات الجزئية" للإفراج عن المعتقلين. ووصف رئيس لجنة تبادل الأسرى والمعتقلين، عن الحكومة اليمنية هادي هيج اليوم (الأربعاء)، أن جولة اجتماعات اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً، بين ممثلي الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي الانقلابية بالمحورية فيما يتعلق باتفاق الأسرى والمعتقلين. وقال في تصريحات صحافية، إنه في حالة التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة التي تنتهي غداً الخميس، ستكون المرحلة التالية لوجستية تشمل عملية تنفيذ وتطبيق الاتفاق، مشيراً إلى قضايا تحاول الميليشيات النقلابية تجاوزها في المفاوضات، منها مصير 4 قادة يمنيين أسرهم الانقلابيين وشملهم اتفاق الأممالمتحدة، يمتنع الحوثيون عن التصريح عن مصيرهم. وأشار هيج، إلى أن الوفد الحكومي اليمني قدّم قائمة بنحو 9 آلاف أسير منهم 2600، مؤكداً أنهم أحياء، في وقت قدّم الحوثيون قائمة بنحو 7 آلاف أسير، واعترفوا بأن نحو 1300 منهم مؤكد أنهم أحياء، مبيناً أن الحكومة اليمنية ستتقدم بقائمة فيها نحو 5 آلاف اسم «غير مؤكد أنهم أحياء» للجنة المفقودين. وفي المقابل قال رئيس وفد الحوثيين عبد القادر المرتضى، في تصريحات للصحافيين، اليوم الأربعاء، إنّ "تمحيص القوائم والإفادات المقدّمة من وفد الحكومة حول الأسرى، أظهر أنّ هناك 3600 أسير فقط للتحالف" الذي تقوده السعودية، وتدخل في اليمن لدعم حكومة الرئيس هادي منذ العام 2015. وتابع "هذا يعني عدم دقة الأرقام التي أعلن عنها وفد الحكومة، والتي تشير إلى وجود تسعة آلاف أسير". وأضاف أنّ "السعودية هي المسؤولة عن جميع الأسرى أولاً وأخيراً بصفتها قائد التحالف"، مشيراً إلى "وجود معتقلين لدى أنصار الله من جنسيات مختلفة هم يمنيون وسعوديون وإماراتيون، وجهات أخرى"، لم يسمّها. وأشار المرتضى إلى أنّ "هناك رغبة من الأممالمتحدة ووفد الصليب الأحمر، لتحقيق تطور بملف الأسرى والمعتقلين حتى ولو بشكل جزئي"، مضيفاً "نحن نطالب بحوالي 8 آلاف أسير، فيما هناك فقط 3600 للتحالف"، كاشفاً عن "طرح مقترح جديد بتبادل 50% من الأسرى" بين الطرفين. وقال إنّ "هنالك شبه توافق على أنّ التبادل الكامل للأسرى هو أمر صعب، ولا سيما أنّ الجهة الأخرى مكونة من أطراف عديدة هي دول وفصائل، وهم على توجهات مختلفة وليسوا على رأي واحد"، مضيفاً أنّ "حركة أنصار الله لا تمانع استمرار الاجتماعات من أجل الوصول إلى حلول حتى ولو جزئية في هذا الملف". ونفى المرتضى المعلومات المتداولة عن إطلاق سراح القيادي في حزب الإصلاح محمد القحطاني، أمس الثلاثاء، قائلاً "لا صحة لإطلاق سراح القحطاني من قبل أنصار الله". من جهتها، أكدت مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن حنان البدوي، أن اجتماعا بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين، شهد اتفاقا على بعض النقاط واختلافا على نقاطاً أخرى، مؤكدة سعي مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن لإيجاد أرضية مشتركة تسمح بتخطي العقبات والتمهيد لتنفيذ المراحل النهائية للاتفاق. وينصّ اتفاق السويد لتبادل الأسرى والمعتقلين، والذي وقع عليه وفد الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين، في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على "إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفياً والمخفيين قسرياً، والموضوعين تحت الإقامة الجبرية على ذمة الأحداث لدى جميع الأطراف، من دون أي استثناءات أو شروط، وذلك بهدف حل القضية بشكل كامل ونهائي". كما ينصّ على أن يسلّم كل طرف، بما في ذلك التحالف السعودي الإماراتي، جميع الأسرى "سواء أكانوا يمنيين أم من دول التحالف". ومن المقرر أن تنتهي غداً الخميس اجتماعات اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً، بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين، إذ تشمل هذه الاجتماعات مراجعة الجولة الأخيرة من الملاحظات، حول الإفادات الواردة على قوائم الأسرى التي قدمها الطرفان في وقت سابق الشهر الماضي.