دعت دول المجموعة الرباعية بشأن اليمن الى ضرورة شروع الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية في تنفيذ اتفاق الحديدة، قبل 15 مايو المقبل، أي خلال 18 يوماً، والذي يوافق انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الأمن حول اليمن. جاء ذلك خلال لقاء لممثلي المجموعة التي تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يوم امس الجمعة في العاصمة البريطانية لندن لبحث الخطوات التالية في عملية السلام بقيادة الأممالمتحدة، وسبل دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث لتنفيذ اتفاق الحديدة الذي توصل إليه طرفا الصراع خلال مشاورات السويد في ديسمبر الماضي. وأكد بيان مشترك صادر عن الاجتماع التزام دول المجموعة بحل سياسي شامل للصراع في اليمن، ومصادقتها على الاتفاقات التي توصلت إليها الأطراف اليمنية في ستوكهولم في ديسمبر 2018. وطبقاً للبيان الذي نشرته الخارجية البريطانية على موقعها الالكتروني "شدد الوزراء على أن إطلاق قوات الحوثيين لصواريخ بالستية إيرانية الصنع وطائرات غير مأهولة بتسهيل من إيران تجاه دول مجاورة يشكل تهديدا لأمن المنطقة ويطيل الصراع". وأعرب الوزراء في بيانهم عن "تأييدهم التام للسعودية ومخاوفها المشروعة بشأن أمنها القومي، ودعوا إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي يشنها الحوثيون وحلفاؤهم. وتوقع أعضاء اللجنة الرباعية من الأطراف اليمنية أن تبدأ في تطبيق اتفاق الحديدة فورا، ودعوا الحوثيين تحديدا لإعادة الانتشار من مواني الصليف ورأس عيسى والحديدة. ويتطلع أعضاء اللجنة إلى مجلس الأمن لمراجعة التقدم الحاصل في تطبيق الاتفاق في اجتماعه يوم 15 مايو، على أمل أن يكون الاتفاق قيد التنفيذ حينذاك. وأشار ممثلو الدول الأربعة في بيانهم إلى أن تطبيق اتفاق الحديدة سيكون له أثر إيجابي فوري وكبير على حياة اليمنيين، بل إنه أيضا خطوة أولى تجاه تحقيق الهدف الأكبر لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة في البلاد. وبهذا الصدد، جددت دول المجموعة الرباعية تأكيد دعمها التام لجهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن الرامية إلى تطبيق اتفاق الحديدة، وذلك يتيح الفرصة لبدء عملية سياسية شاملة وجامعة ودائمة، وفق ما هو مكلَّف به.حسب ما افاد البيان. وفي بيان قبيل انعقاد الاجتماع قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت: "دعوت إلى عقد هذا الاجتماع كي نستمر في بذل كل ما في استطاعتنا لإحراز تقدم على الطريق الصعب تجاه السلام في اليمن". ووصف وزير الخارجية البريطاني الصراع في اليمن بال "فظيع"، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الأطراف في ستوكهولم يستغرق وقتاً طويلاً ليتحول إلى طريق مستدام نحو السلام. وأضاف "وبينما أننا نرحب كثيراً باتفاق الطرفين مؤخراً على خطة الأممالمتحدة بشأن المرحلة الأولى من إعادة انتشار القوات في الحديدة، فإن ذلك استغرق شهرين منذ الوصول إلى الاتفاق الأولي في ستوكهولم – أطول كثيراً مما كنا نأمله جميعنا". وأردف "تظل المملكة المتحدة ثابتة في موقفها بشأن عدم وجود حل عسكري للصراع". مؤكداً أنه "يجب على الطرفين الإبقاء على التزامات ستوكهولم، وتطبيقها سريعاً" وحذر وزير الخارجية البريطاني قائلاً "هناك مجازفة كبيرة جداً إن تركنا عملية السلام الهشة تفشل" موضحاً انه اجتمعت مجموعة الدول هذه في عدد من المرات لمناقشة الوضع في اليمن، وكان آخر هذه الاجتماعات في وارسو في شهر فبراير. وكان وزير الخارجية البريطاني زار الشهر الماضي العاصمة المؤقتة عدن، في أول زيارة إلى اليمن يقوم بها وزير خارجية غربي منذ اندلاع الصراع في 2015، كما أنها أول زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني إلى اليمن منذ عام 1996. وأدت الحرب الدائرة في البلاد للعام الخامس لعام الخامس الى أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأممالمتحدة "الأسوأ في العالم. وتسعى بريطانيا لأن يكون لها يد في وضع حلول للصراع الدائر في اليمن الذي تؤكد الأممالمتحدة أنه أدى لأن يصبح أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية". وكان طرفا الصراع قد اتفقا في مشاورات السويد على إعادة الانتشار المشترك لقواتهما من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، ووقف إطلاق النار في المدينة وموانئها، مع السابع من يناير الماضي، بالإضافة إلى تبادل الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز، غير أن ذلك لم يتم حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بإفشال الاتفاق.