أخفق مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم الخميس، في إبطال حق النقض (فيتو) أصدره الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي، ضد قرار للكونغرس ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات. ويقتضي لإبطال "فيتو ترامب" تصويت ثلثي مجلس الشيوخ الأمريكي المكون من 100 عضو، غير أن المجلس صوت بأغلبية 53 صوتا مقابل 45 لصالح القرار، ليخفق في حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال حق النقض برغم انضمام بضعة أعضاء جمهوريين من رفاق ترامب إلى الديمقراطيين في دعم ما يعرف بمشروع قانون صلاحيات الحرب. وفقاً لوكالة "رويترز". يذكر أن هذا ثاني فيتو يستخدمه ترامب خلال رئاسته وأخفق المشرعون في إبطالهما، حيث صدر قرار في وقت سابق هذا العام أول مرة، يقر فيه مجلسا النواب والشيوخ بالكونجرس بندا في قانون صلاحيات الحرب يقيد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات دون موافقة الكونجرس. واستخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، حق النقض "فيتو" ضد قرار للكونغرس لإنهاء دعم واشنطن للتحالف بقيادة السعودية الداعم لقوات الحكومة اليمنية "الشرعية" في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، والتي لا تزال تسيطر على أغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية بما فيها العاصمة صنعاء منذ أواخر العام 2014. واعتبر ترامب أن استخدامه الفيتو، ضروري لمواجهة محاولات إضعاف سلطات الرئيس الدستورية، وأن قرار الكونغرس "سيعرض للخطر أرواح مواطنين أميركيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل". لكن مؤيدو القرار أكدوا أنهم يريدون استعادة سلطات الكونجرس الدستورية في إعلان الحرب، وتوجيه رسالة قوية إلى التحالف بقيادة السعودية في اليمن بشأن الخسائر المدنية الهائلة للحرب الأهلية المستمرة منذ نحو أربع سنوات. وأسفرت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.