سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ياسين نعمان يحذر من عدن من خطورة سياسة فرض الأمر الواقع في الانتخابات او إجرائها بمعزل عن القضايا الوطنية الأخرى قال يجب ان تكون الانتخابات احد عوامل حل الأزمة وليس تفجيرها
عدن- الاشتراكي نت- التقى الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان صباح الخميس في عدن بعدد من قيادات الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك ونشطاء الحراك ومنظمات المجتمع المدني والحقوقي في المحافظة وفي اللقاء الذي عقد بمقر الاشتراكي بمدينة عدن تحدث ياسين نعمان عن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد مشخصا عناصر ومظاهر الأزمة وتجلياتها في مختلف المجالات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وحذر امين الاشتراكي من المخاطر التي ستحملها معها هذه الأزمة في المستقبل القريب إن لم تتضافر جهود وقدرات سائر القوى الخيرة في المجتمع وفي إطار رؤية وطنية للتصدي لهذه الأوضاع ودرء مخاطرها الماحقة على امن واستقرار البلاد . وانتقد مكابرات السلطة " وإصرارها على مواصلة السير بالبلاد وإدارة شئونها بنفس السياسات والأدوات التي انتجت هذه الأزمة وبما من شانه ان يفاقم من مخاطرها ويدفع البلاد الى المجهول ". وأضاف أمين الاشتراكي في حديثه المعمق حول طبيعة الأزمة ومكوناتها " هناك مشاكل وقضايا تتمسك بها السلطة وتنتجها لكنها لاتجد نفعا حتى لمن هم في السلطة ". وقال الدكتور ياسين " المشكلة في ان السلطة عندما تتحدث عن قيامها بإجراءات ومعالجات فهي لا تهدف من وراء ذلك إلى معالجات حقيقة لقاضيا البلاد وهموم الناس وإنما عن حلول لمشاكل ومتاعب السلطة نفسها ومسكنات لتناقضاتها ، وإذا كانت الحرب ستساعدها على ذلك فلا مشكلة لديها من تفجير حرب هنا واشعال أخرى هناك وفي هذا الجزء من الوطن أو ذك ....وإذا كانت الديمقراطية وعلى الطريقة التي اعتادت عليها ستحقق لها نفس الهدف فلا باس لديها أن تعمل انتخابات تفصل بإجراءاتها ونتائجها على متطلبات ومصالح من هم في الحكم .".. وفي هذا الاتجاه "كانت انتخابات المحافظين ولنفس الغرض تم التمديد للمجالس المحلية وتدعو السلطة حاليا إلى انتخابات برلمانية عام 2009م لا تمت بصلة إلى ابسط قواعد ومتطلبات العملية الديمقراطية .وقال نعمان" إن ما يهم الناس اليوم ليست هذه الانتخابات بل هي الطريقة التي تدار فيها بلادهم والى أين تقاد؟". الحديث عن الماضي وقال بان أولويات الناس اليوم هي معالجة الأزمة الوطنية الراهنة بما فيها القضية الجنوبية وآثار حروب صعدة والوضع السياسي والاختلالات الاقتصادية والاجتماعية الحديث عن الماضي والانتخابات وليس الحديث عن الماضي بمناسية وبدونها والسعي إلى إعادة إنتاج واستحضار مشاكله ومتاعبه وخصوماته. مؤكدا على أن "هذا الخطاب التحريضي قد استهلك كثيرا ولم يعد له أي رواج أو تأثير . وحول الانتخابات قال نعمان " إن تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وغيرها من مفردات العملية الانتخابية ليست في أولويات اهتمام المواطنين وليست أيضا هدفا بحد ذاته مشيرا "إلى أن الانتخابات وكل متطلباتها وعناصرها تعد جزء من المعضلة السياسية القائمة اليوم وقد عبر الناس عن ذلك من خلال خروجهم إلى الشارع في أكثر من محافظة ومدينة. ونبه نعمان " إلى خطورة ما يمكن أن ينجم عن السير في الانتخابات بمعزل عن إجماع وتوافق ومشاركة وطنية وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال اخذ الإرادة الشعبية بعين الاعتبار وعندها تكون الانتخابات الحرة والنزيهة من ضمن آليات ووسائل معالجة مشاكل البلاد وأزماتها وليس عامل تفجير كما يراد لها الآن عبر فرض الأمر الواقع من قبل طرف واحد وتجاهل وضع البلد والتحديات القائمة القضية الجنوبية وتطرق الأمين العام إلى الوضع القائم في الجنوب والى معاناة الناس المتفاقمة. القضية الجنوبية وقال إن هذه المشكلة تعد نتاجا لسياسة الانقلاب على الوحدة ومشروعها الوطني الديمقراطي لصالح هيمنة واستئثار الأقلية التي عاثت في الجنوب فسادا ودمرت مقومات كيانه ومارست الإقصاء والتهميش بحق مواطنيه ومصادرة حقوقهم وبنفس الطريقة التي تعاملت في الماضي مع مناطق الشمال والمواطنين فيها . مشيدا بحركة النضال ألسلمي الجماهيري وبإرادة الناس الرافضة لهذا العبث والتسلط والمصادرة . ودعا "مختلف القوى السياسية والاجتماعية المنخرطة في الحراك إلى الحفاظ على وحدتها لحماية وتحصين الحراك السلمي وتوسيع قاعدة القوى والشرائح المنخرطة فيه ". مؤكدا على أن ذلك يتطلب إلى جانب عوامل أخرى "الحرص على الحوار المسئول بين هذه القوى واحترام الرأي والرأي الآخر ونبذ نزعات التفرد والهيمنة والإلغاء والدعوات والمواقف السلبية التي من شانها عزل الحراك ومحاصرته بما يسهل عملية تشتيته والإجهاز عليه ". مؤكدا على استعداد الحزب الاشتراكي وكل أحزاب اللقاء المشترك على إجراء الحوار الجاد والمنفتح مع القوى الأخرى وصولا إلى رؤى وتصورات يتوافق عليها الجميع " وذلك لا يلغي بأي حال من الأحوال القناعات الخاصة للإفراد والجماعات والمنظمات والأحزاب الأخرى". مؤكدا على ان مسئوليتنا المباشرة في المشترك هو جعل هذه القضية حية بمضامينها وأهدافها العادلة والمشروعة وان لا نسمح لمن يسيء إليها آو يضر بها وان ننظر إليها بإبعادها الوطنية وان نحشد لها ولبقية القضايا الوطنية الأخرى أوسع تحالف سياسي واجتماعي على مستوى الوطن كله وان نجعل من الحراك السلمي احد العناصر الفاعلة في المشهد السياسي الراهن وان نرفض الدعوات التي تصور المشكلة وكأنها بين أبناء الوطن الواحد في الجنوب والشمال قضية صعدة وبخصوص قضية صعدة وحروبها أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني على أهمية قرار وقف الحرب الذي أيدناه في حينه " غير أن الطريقة التي أديرت بها هذه القضية لا تجعلنا نطمئن إلى أن حرب صعدة سوف لن تتكرر " وقال ياسين " كنا ولم نزل ندعو إلى وقف نزيف الدم اليمني ووقف هذه الحرب حقيقة وبروح وطنية والعمل على معالجة أسباب وعوامل الحرب ونتائجها الكارثة على كل المستويات وخاصة على المواطن والمجتمعات المحلية وتعويض ضحاياها من العسكريين والمدنيين ووقف خطاب الحرب وأجوائها بما في ذلك إطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمتها " الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتطرق أمين الاشتراكي في حديثة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد والتدهور الحاصل على هذا الصعيد والممتثل في وقف الاستثمارات والتنمية وما نتج عنها من مشاكل اجتماعية حادة وقال " إننا نسمع اليوم عن نضوب الثروة النفطية في الوقت الذي لم ير المواطن بعد اثرا لهذه الثروة على صعيد التنمية وعلى حياته المعيشية ، ولا يعرف الناس كيف تم التصرف بها وأين تذهب ؟" وأضاف " لقد تذكروا اليوم بان لديهم شعب ومجتمع عندما انخفضت أسعار النفط من اجل أن يحملوا المواطن الأعباء عبر زيادة أسعار الديزل والكهرباء وما يترتب عنها وقال ياسين " إن حوالي 10% من السكان يستأثرون بما نسبته 90% من موارد وثروات البلاد فيما نصيب ال90% من السكان لا يتجاوز 10% من الثروة "التشاور والحوار الوطني وإزاء هذه الأوضاع مجتمعة دعا " المشترك إلى التشاور والحوار الوطني حتى تتحمل سائر القوى السياسية والاجتماعية مسئولياتها وتعبر عن قضاياها وتطلعاتها ، وهذا ما نعتبره مدخلا لتشخيص الوضع وإنتاج الحلول والمعالجات بجهد وطني يسهم فيه أوسع تنوع سياسي واجتماعي في البلاد وختم حديثه بالقول "إن المشكلة اليوم لم تعد -ولم تكن كذلك- بين المشترك والسلطة وحزبها وإنما بين السلطة والمجتمع هذا وقد دار حوار مفتوح حول هذه القضايا قام ياسين بالرد على الأسئلة والاستفسارات التي طرحت من قبل الحاضرين وكان نعمان قد التقى الأربعاء مع عدد من نشطاء ومثقفي عدن