حذر الدكتور ياسين سعيد نعمان في لقاء مع قيادة الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني الخميس بعدن من خطورة الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد والتي ستحملها معها تلك الأزمات في المستقبل القريب إن لم تتضافر جهود وقدرات سائر القوى الخيرة في المجتمع وفي إطار رؤية وطنية للتصدي لهذه الأوضاع ودرء مخاطرها الماحقة على أمن واستقرار البلاد. ودعا "مختلف القوى السياسية والاجتماعية المنخرطة فيما يسمى بالحراك إلى الحفاظ على وحدتها لحماية وتحصين الحراك السلمي وتوسيع قاعدة القوى والشرائح المنخرطة فيه"، مشيدا بحركة النضال السلمي الجماهيري وبإرادة الناس الرافضة لهذا العبث والتسلط والمصادرة. وفيما أكد د.نعمان استعداد الحزب الاشتراكي وكل أحزاب اللقاء المشترك لإجراء حوار جاد ومنفتح مع القوى الأخرى وصولا إلى رؤى وتصورات يتفقد عليها الجميع " وذلك لا يلغي بأي حال من الأحوال القناعات الخاصة للإفراد والجماعات والمنظمات والأحزاب الأخرى"، قال إن ذلك يتطلب إلى جانب عوامل أخرى "الحرص على الحوار المسؤول بين هذه القوى واحترام الرأي والرأي الآخر ونبذ نزعات التفرد والهيمنة والإلغاء والدعوات والمواقف السلبية التي من شأنها عزل الحراك ومحاصرته بما يسهل عملية تشتيته والإجهاز عليه ". وحذر أمين عام الإشتراكي من خطورة السير في الانتخابات بمعزل دون إجماع وتوافق ومشاركة وطنية. وقال لابد من أخذ الإرادة الشعبية بعين الاعتبار وعندها تكون الانتخابات الحرة والنزيهة من ضمن آليات ووسائل معالجة مشاكل البلاد وأزماتها وليس عامل تفجير كما يراد لها الآن عبر فرض الأمر الواقع من قبل طرف واحد وتجاهل وضع البلد والتحديات القائمة ، مشيرا إلى أن اللجنة العليا للانتخابات وغيرها من مفردات العملية الانتخابية ليست في أولويات اهتمام المواطنين وليست أيضا هدفا بحد ذاتها، كما أشار إلى أن الانتخابات وكل متطلباتها وعناصرها تعد جزءاً من المعضلة السياسية القائمة اليوم وقد عبر الناس عن ذلك من خلال خروجهم إلى الشارع في أكثر من محافظة ومدينة . وقال نعمان" إن ما يهم الناس اليوم ليست هذه الانتخابات بل هي الطريقة التي تدار بها بلادهم والى أين تقاد؟" وليس الحديث عن الماضي بمناسبة وبدونها والسعي إلى إعادة إنتاج واستحضار مشاكله ومتاعبه وخصوماته مؤكدا على أن "هذا الخطاب التحريضي قد استهلك كثيرا ولم يعد له أي رواج أو تأثير ، كما أكد على أن أولويات الناس اليوم هي معالجة الأزمة الوطنية الراهنة بما فيها القضية الجنوبية وآثار حروب صعدة والوضع السياسي والاختلالات الاقتصادية والاجتماعية. وانتقد نعمان مكابرات السلطة " وإصرارها على مواصلة السير بالبلاد وإدارة شؤونها بنفس السياسات والأدوات التي أنتجت الكثير من الأزمات وبما من شأنها ان تفاقم من مخاطرها وتدفع البلاد إلى المجهول ". وقال " المشكلة ان السلطة عندما تتحدث عن قيامها بإجراءات ومعالجات فهي لا تهدف من وراء ذلك إلى معالجات حقيقية لقضايا البلاد وهموم الناس وإنما عن حلول لمشاكل ومتاعب السلطة نفسها ومسكنات لتناقضاتها