تبادل مندوبا إيران والسعودية، في مجلس الأمن الدولي الاتهامات بشأن الحرب الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي، ودعم الإرهاب في المنطقة. ووصف نائب وزير الخارجية الإيراني ومندوبها لدى الأممالمتحدة غلام دهقاني، في إفادته خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة بشأن سوريا، مندوب السعودية عبدالله المعلمي، بأنه ممثل ل "نظام يقتل الأطفال"، ليرد الأخير داعياً دهقاني للكف عن "المهاترات" متهما إيران ب "مساندة الجماعات الإرهابية في سورياوالعراق وبرلين والأرجنتين". وقاطعه المندوب الإيراني قائلاً إن السعوديين "يسعون دائماً إلى تشتيت انتباه مجلس الأمن عن جرائمهم ضد شعوب المنطقة وبشكل خاص تلك الجرائم التي يرتكبونها بحق أطفال اليمن الأبرياء". وأضاف: "السعوديون هم من يمولون أكبر جماعات إرهابية في المنطقة، بل ويقدمون الدعم اللوجسيتي لتلك العصابات ما يتنافى مع التعاليم الإسلامية وينتهك بشكل سافر القانون الدولي". وطلب السفير السعودي الكلمة من جديد للرد قائلاً: "أشعر بالأسى وأنا استمع لتلك الأكاذيب وأقول لمندوب إيران: فلتكف عن التدخل في شؤون المنطقة سواء في سوريا أو في اليمن أو في العراق.. نعم ليس لديكم الحق أبدا أن تتدخلوا في شؤون هذه الدول". وأضاف: "أنتم تتباكون على أطفال اليمن وتذرفون دموع التماسيح، لكنكم تنشرون الطائفية والإرهاب في بلدان المنطقة وأدعوك أن تمتنع عن هذه السخافات". وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً منذ 26 مارس 2015 ينفذ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014، لكن بعض الضربات الجوية، أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف بارتكاب جرائم حرب. ويرى مراقبون ان القتال في اليمن تحول منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران، إلى حرب بالوكالة بين إيران والسعودية. واسفرت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وحسب احصائيات الأممالمتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب "الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.