تجمع عشرات السياسيين والنشطاء المدنيين صباح الأحد عند ضريح الأمين العام المساعد السابق للحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر في الذكرى السادسة لاغتياله. ورفع المجتمعون صوراً لجار الله عمر ويافطات كتب عليها مطالبات بكشف قضية الاغتيال وأبعادها وكل الجهات المشاركة فيها. وتلا محمد المقالح رئيس منتدى الشهيد جار عمر الفكري والسياسي بياناً للمنتدى في المناسبة، عبر عن رفضه إنهاء قضية الاغتيال قبل أن يصطف المحتشدون أمام ضريح جار الله عمر في مقبرة الشهداء للدعاء له وتذكر مآثره. وطالب البيان بتشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة أو دولية لإجراء تحقيق شامل مع كل الجهات والأشخاص المشتبه بتورطهم في اغتيال جار الله عمر ووردت أسماؤهم في محاضر التحقيق. وقال البيان "نؤكد (...) رفضنا القاطع لطريقة تعامل السلطة وأجهزة الدولة المختصة مع قضية الشهيد وملف الجريمة الآثمة بما في ذلك رفضنا لمحاولات السلطة إغلاق ملف الجريمة قضائيا بعد إعدام القاتل المباشر دون استكمال التحقيق مع بقية عناصر التنظيم الإرهابي وغيرهم من الجهات والأطراف والأشخاص الذين وردت أسماؤهم في اعترافات القاتل". وأضاف البيان "لن يهدأ لنا بال حتى نعرف الحقيقة وتكشف كل خيوط وملابسات الجريمة والإطراف المشاركة فيها". وفيما يلي نص البيان الصادر عن منتدى الشهيد جار اله عمر: نص البيان يا أبناء شعبنا اليمني العزيز ويا كل محبي الحرية والعدالة في العامل تحل الذكرى السادسة لاستشهاد القائد الوطني الكبير والأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ جار الله عمر الذي اغتالته يد الغدر والعدوان في العاصمة صنعاء صباح يوم السبت الموافق 28 ديسمبر2002 أثناء حضوره جلسة افتتاح أعمال المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح وبعد دقائق معدودة من إلقائه كلمة بالمناسبة عبر فيها عن رفضه وكل القوى الديمقراطية في المجتمع اليمني لثقافة العنف والإرهاب وإثارة الكراهية وسياسية تصفية الخصوم السياسيين جسديا ومعنويا , وتأكيده الواضح والصريح على أهمية انتخاب برلمان يشبه اليمن ويمثل كل اليمنيين بتياراتهم السياسية والفكرية وبفئاتهم الاجتماعية المختلفة في كل الأرض اليمنية. كما أكد فيها على "النضال السلمي بتضحيات" باعتباره -رغم صعوبته- الطريق الصحيح لنيل الحقوق والحريات وإقامة دولة المواطنة والقانون. ومنتدى الشهيد جار الله عمر للحوار الفكري والسياسي والمشاركون في هذه المسيرة السلمية والرمزية وهم يجددون بمناسبة الذكرى السادسة,إدانتهم واستنكارهم الشديدين لجريمة الاغتيال الآثمة التي أودت بحياة واحد من أبرز مؤسسي وقادة الحزب الاشتراكي اليمني والحركة الوطنية عموما, واحد منوري الفكر في اليمن والداعي إلى إشاعة وترسيخ ثقافة التسامح والإخاء والعيش المشترك بين جميع المواطنين اليمنيين على اختلاف مشاربهم الفكرية وتكوينا تهم السياسية والحقوقية وفئاتهم الاجتماعية المختلفة, المناضل الوطني الجسور الشهيد جار الله عمر الذي قدم حياته راضيا مطمئنا ثمنا لقناعاته الفكرية, وفي سبيل التحرر من أغلال الظلم والاستبداد على طريق النضال من اجل الوحدة والديمقراطية وقيام دولة القانون والمواطنة, لنؤكد وفي ذات الوقت رفضنا القاطع لطريقة تعامل السلطة وأجهزة الدولة المختصة مع قضية الشهيد وملف الجريمة الآثمة بما في ذلك رفضنا لمحاولات السلطة إغلاق ملف الجريمة قضائيا بعد إعدام القاتل المباشر دون استكمال التحقيق مع بقية عناصر التنظيم الإرهابي وغيرهم من الجهات والأطراف والأشخاص الذين وردت أسماؤهم في اعترافات القاتل مؤكدين بهذا الخصوص انه لن يهدأ لنا بال حتى نعرف الحقيقة وتكشف كل خيوط وملابسات الجريمة والإطراف المشاركة فيها. ولا يعتبر تنفيذ حكم الإعدام بالقاتل المباشر السعواني تطبيقا لحكم الشريعة والقانون النافذ في حق مستبيحي الدماء وردعا لكل من تسول له نفسه من الجماعات الإرهابية ومستخدميها من الذين يعتقدون بان مجرد استخدام الدين في جرائمهم سيوفر لهم فرصة الإفلات من العقاب . أيها الإخوة أيتها الأخوات يا أبناء شعبنا اليمني العزيز ويا كل دعاة الحرية والعدالة في العالم: تمر الذكرى السادسة لاستشهاد الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وبلادنا تشهد تفاقم أزمتها الداخلية على كل مسارات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الاستبداد والظلم وتفشي الفساد المالي والإداري عشية استحقاق انتخابي لا يحمل الحد الأدنى من النزاهة والشفافية، غير أن عزاءنا أمام كل ذلك الظلام هو أن قوى الخير في المجتمع تستلهم اليوم كل القيم والمبادئ التي ناضل واستشهد في سبيلها الشهيد وتعلن بكل عزم واقتدار ضرورة الإصلاح السياسي والوطني ومن ضمنه الإصلاح الانتخابي واعتماد القائمة النسبية كشرط أدنى للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة وهو أمر لن يتحقق ما لم تنخرط كل قوى المجتمع في عملية النضال السلمي المتواصل من اجل إصلاح النظام السياسي وهو ما ندعو إليه اليوم تخليدا لذكرى الشهيد القائد ودفاعا عن القيم والمبادئ التي ناضل واستشهد في سبيلها. إننا ومن هذا المقام ونحن نحيي ذكرى الشهيد ونتضامن مع إخواننا في غزة أمام الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني وقتلها وبدم بارد مئات الفلسطينيين دفعة واحدة في ظل صمت وتواطؤ عربي رسمي نؤكد على ما يلي: 1 - نعبر عن استنكارنا الشديد للجريمة البشعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في دولة الكيان الإسرائيلي يوم أمس السبت ،وندين في ذات الوقت موقف النظام الرسمي العربي الصامت والمتواطئ مع قوى العدوان ونقف مع الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة والى جانب الحق في مقاومة الاحتلال والصمود في وجه العدوان والحصار والقتل والتجويع والتأمر باعتباره حقا مشروعا في القانون الدولي وفي الشرائع الدينية والوضعية. 2- نستنكر الطريقة المجتزأة والمسيسة التي تعاملت بها السلطة وأجهزتها الأمنية والقضائية وقبل ذلك السياسية مع ملف جريمة اغتيال الشهيد جار الله عمر ورفضها إجراء تحقيق شامل وشفاف مع كل أفراد الخلية الإرهابية وكل من وردت أسماؤهم أو الإشارة إلى صفاتهم من الأشخاص والأجهزة والهيئات في ملف جريمة الاغتيال, وعدم إلزامها النيابة وجهاز الأمن السياسي بتسليم الأوراق المنزوعة وضمها إلى ملف الجريمة وعددها 94 صفحة كما جاء في نص حكم محكمة الاستئناف. وندين بشدة محاولات السلطة إغلاق ملف الجريمة سياسيا وامنيا وقضائيا قبل استكمال التحقيقات المطلوبة والضرورية لمعرفة كل من له علاقة بجريمة الاغتيال ,ونؤكد بان قضية الشهيد جار الله عمر لن تموت أو تنسى وان ملف جريمة اغتياله سيبقى مفتوحا من جانبنا ومن جانب الشعب اليمني والمنظمات الحقوقية والسياسية في اليمن والعالم حتى معرفة الحقيقة وتقديم كل المشاركين في الجريمة إلى العدالة. 3- نؤكد مطالبتنا ومن اجل كشف الحقيقة كاملة وإزالة كل الشكوك والغموض الذي أحاط ويحيط بالجريمة وأطرافها المختلفة بضرورة تشكيل (لجنة تحقيق وطنية مستقلة) أو لجنة تحقيق دولية لإجراء تحقيقات شاملة وشفافة مع كل الأشخاص والجهات والأطراف التي وردت أسماؤهم أو الإشارة إليهم في محاضر التحقيقات ومع كل الجهات والأطراف التي يشتبه أن لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالجريمة بما في ذلك الأشخاص والأجهزة التي سهلت لمرتكبي الجريمة والتغاضي عنهم وعن فعلهم الإجرامي الشائن. ونعتقد بان جريمة اغتيال سياسي كبيرة وخطيرة ومتشابكة الأطراف والأدوات بحجم اغتيال الشهيد جار الله عمر والطريقة التي نفذت بها لا يمكن أن تكشف حقيقتها الكاملة وإزالة كل الملابسات والشكوك التي أحدثتها إلا عبر لجنة تحقيق وطنية أو دولية مستقلة ومشهود لأعضائها بالنزاهة والاستقلالية, وهو ذات المطلب العادل والمشروع الذي تضمنته رسالة منظمة ( هيومن رايت ووتش ) الأميركية الموجهة إلى رئيس الجمهورية بهذا الخصوص قبل ست سنوات وبعد أيام من ارتكاب الجريمة, ونحن إذ نساند بطلبنا هذا مطالب أولياء دم الشهيد وموقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية في اليمن والعالم نعتبر تجاهل هذا الطلب مشاركة واضحة في تمييع القضية وتغطية المجرمين الحقيقيين. 4- نشكر ونقدر عاليا أبناء الشعب اليمني والأحزاب السياسية والمحامين ومنظمات المجتمع المدني في اليمن وخارج اليمن والصحافة والكتاب الذين أدانوا الجريمة وبذلوا جهودا ملموسة في الضغط من اجل كشف خيوطها خلال السنوات الماضية ونطالبهم بان يستمروا على مواقفهم وان يضاعفوا من جهودهم باتجاه الضغط من اجل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ورفض أية محاولة لإغلاق ملف الجريمة قبل استكمال التحقيقات وقبل معرفة طبيعة الجريمة وأهدافها وأطرافها المختلفة. وبهذه المناسبة نتوجه إلى قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وجميع منظماته وأعضائه والى أحزاب اللقاء المشترك والمثقفين والكتاب والصحفيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني المختلفة بان يحيوا الذكرى السادسة لرحيل الشهيد جار الله عمر عبر إقامة الندوات والمهرجانات والفعاليات والأنشطة السياسية والفكرية المختلفة وبما يسهم في الضغط السياسي والشعبي من اجل كشف الحقيقة وتشكيل لجنة تحقيق وطنية أو دولية مستقلة لهذا الغرض ومن اجل كل ما من شأنه إدانة جرائم العنف والإرهاب والاغتيالات السياسية وعزل ومحاصرة الجماعات الإرهابية وفكرها الإجرامي ( اجتماعيا وفكريا ) وإدانة وكشف مستخدميها لتصفية الخصوم السياسيين والعمل في المقابل من اجل إحياء قيم التسامح وحقوق الإنسان والعيش المشترك و الإعلاء من شان الحياة والكرامة الإنسانية والدفاع عن كل القيم التي ضحى في سبيلها الشهيد العظيم جار الله عمر بما فيها حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية والمطالبة بالإصلاحات السياسية والحوار الوطني حولها وإقامة دولة القانون والمواطنة.والله ولي الهداية والتوفيق. قال تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". منتدى الشهيد جار الله عمر والمشاركون في مسيرة إحياء الذكرى السادسة لاستشهاده. صنعاء الأحد - 28 ديسمبر 2008.