توفي السبت البريطاني هنري الينغهام آخر الباقين على قيد الحياة من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الأولى عن عمر ناهز 113 عاما. وقال دينيس جودوين صديق هنري إنه توفي اثناء نومه في إحدى دور الرعاية قرب مدينة برايتون جنوبانجلترا. وفارق هنري الينغهام الحياة بعد رحلة طويلة عاش خلالها احداثا غيرت مجرى التاريخ بدءا من الحرب العالمية الاولى حين كان احد عناصر القوات البحرية الملكية البريطانية وشارك عام 1915 في معركة "جوت لاند" وهي اكبر المعارك البحرية كما تولى الاشراف على عمليات الالغام البحرية خلال الحرب العالمية الثانية. وأصبح ألينغام أكبر معمر في العالم بعد وفاة الياباني توموجي تانابي وعاش ليرى خمسة أحفاد و12 حفيدا لاحفاده و14 من أحفاد هؤلاء الاحفاد. وقضى المحارب البريطاني القديم سنواته الاخيرة مذكرا العالم بثمانية ملايين جندي قضوا خلال الحربين العالميتين حيث أعلن في احتفالية خاصة قبيل وفاته انه لا يمكن ان يذهب هؤلاء الجنود طي النسيان. وعلى الامم ان تعتز بما قدموه من تضحيات نيابة عنها. كان هنري شخصاً من اثنين فقط من الجنود الأحياء الذين عاشوا من الحرب العالمية الأولى في بريطانيا أما الثاني فهو هاري باتش الذي توفي ايضا. وبرحيل هنري طويت حقبة زمنية اتسمت بجيل يعتز به الشعب البريطاني. وولد ألينغهام عام 1896 أي في نفس العام الذي صنع فيه هنري فورد الدراجة الفورد التي تسير بأربع عجلات والتي تمثل بداية صناعة السيارة الحديثة وعاش فترة من صباه في عهد الملكة فيكتوريا وعاش خلال ثلاثة قرون وعاصر خمسة عهود ملكية بريطانية وتوفي عن عمر 113 عاما و42 يوما. وجند ألينغهام في القوات الجوية التابعة للبحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الاولى وشارك في معركة جوتلاند أكبر المعارك البحرية في الحرب العالمية الاولى. ثم انضم الى سلاح الجو الملكي البريطاني عند تأسيسه في نهاية الحرب عام 1918 وكان ألينغهام اخر الباقين على قيد الحياة من مؤسسي سلاح الجو الملكي البريطاني. وقالت المتحدثة باسم قصر باكنغهام ان الملكة اليزابيث حزنت لسماع نبأ وفاة ألينغهام. وقال المسؤولون في دار الرعاية ان جنازته ستجرى هذا الشهر في برايتون. والوحيد المتبقي من المحاربين القدماء على مستوى العالم فهو المخضرم الأمريكي فرانك وودروف من فرجينيا.
