تخوض القوات السعودية قتالاً طاحناً مع المسلحين الحوثيين هو الأعنف منذ بدء المواجهات بينهما مطلع نوفمبر الماضي وذلك في محاولة لاستعادة مناطق حدودية لها سيطر عليها المسلحون. وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلطان يوم الثلاثاء أن الجيش السعودي استعاد منطقة الجابري و"دمر" كل المسلحين الحوثيين. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير خالد أن عدد الجنود السعوديين الذين قتلوا منذ بدء المواجهات بلغ 82 قتيلاً وهو ما يسخر منه الحوثيون ويقولون إن قتلى الجيش السعودي بالمئات. وقال الأمير السعودي "إنهم (الحوثيون) ابتلونا بأنفسهم وأصروا على مواصلة الابتلاء حينها كان لزاماً على المملكة العربية السعودية أن تدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومقدساتها ومقدراتها وكافة مواطنيها". وأكد أن حكومة بلاده لن تتفاوض مع "متسللين ومخربين". وأضاف: نحن دائما نتكلم من خلال الحكومة اليمنية الممثلة للشعب اليمني الشقيق ومن خلالهم نتكلم ونحن شروطنا معروفة وواضحة، يرجعون لما وراء حدودنا ويوقفوا التجمعات التي لديهم وبعدها يكون هذا عمل داخلي وأنا متأكد أنهم إذا عادوا إلى رشدهم وتعاملوا كمواطنين يمنين مخلصين فالحكومة اليمنية هي أدرى بكيفية التعامل معهم". لكن الحوثيون نفوا ما أعلنته السعودية بشأن استعادة "الجابري". وقال بيان لمكتب عبدالملك الحوثي في وقت متأخر من مساء الأربعاء "نؤكد أن ذلك كلام غير صحيح على الإطلاق وما زلنا بعون الله وفضله وتوفيقه كما كنا منذ أن بدأ العدوان السعودي الظالم باستهداف اليمن أرضاً وإنساناً". وكان الإعلام التابع لجماعة الحوثيين ذكر في وقت سابق من يوم الثلاثاء أن الجيش السعودي نفذ إنزالاً مظلياً في جبل الدخان ودفع بأعداد كبيرة من الجنود اليمنيين لمهاجمة الجبل عقب تغطية نارية مكثفة بنحو 2140 قذيفة وصاروخا. وقال بيان لمكتب عبدالملك الحوثي "كان عدوانهم خاسراً وقد سقط في صفوف المجاميع (المستأجرة) من جيش السلطة أعداداً كبيرة من القتلى بينما تم قتل المظليين الذين تم استقبالهم بالرصاص في ساحة الموقع". واستمر القتال منذ صباح الاثنين حتى الرابعة عصرا في مؤشر على ضراوة المواجهات. وقال الحوثيون إن الطيران السعودي شن بالتزامن مع تلك المواجهات 18 غارة على مناطق بصعدة ومديرية الزاهر بمحافظة الجوف حيث أغار عليها أربع مرات.