تحدى عشرات الآلاف من المحتجين في مدينة تعز حظر التجمع والتنقل المفروض من قوات الرئيس علي عبدالله صالح واحتشدوا لأداء صلاة الجمعة التي سميت "جمعة الوفاء لتعز" بعد أسبوع من اقتحام ساحة الحرية وقتل العشرات. وتجمع المحتجون في شارع المغتربين ليؤسسوا ساحة جديدة للاعتصام أطلقوا عليها ساحة النصر بالرغم من النيران الكثيفة التي أطلقتها عليهم قوات صالح مستخدمة الدبابات لأول مرة في قمع المطالبين بتنحي صالح عن الحكم مما أسفر عن استشهاد ثلاثة محتجين وجرح نحو 40 آخرين بالرصاص الحي. وأضرم المتظاهرون النار في أربع سيارات عسكرية ومصفحتين واستولوا على سيارتين في الوقت الذي أفادت مصادر محلية أن مسلحين كانوا تعهدوا بحماية المحتجين دمروا دبابة ومدرعة كانتا ضمن آليات انتشرت في الشوارع والأحياء. وفي صنعاء احتشد مئات الآلاف في شارع الستين وهتفوا تضامناً مع ت عز وضد نظام صالح فيما قال خطيب الجمعة زيد الشامي إن الشبان الذين قادوا الثورة الشعبية حاصروا نظام صالح دون أن يطلقوا رصاصة واحدة. وأضاف أن النظام جعل اليمنيين كأيتام حول مأدبة للئام. وشيع المحتشدون نحو 30 من ضحايا القتال الدائر في صنعاء بين قوات صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر بعد أن أدوا الصلاة على أرواح الشهداء في تعزوصنعاء وكافة المناطق. وامتد المحتشدون على امتداد نحو كيلومترين بالرغم من ترهيب المواطنين في س اعات الليل من خلال إطلاق مليشيات صالح المسلحة النار في معظم شوارع العاصمة وأحيائها. وكان عشرات الآلاف من مواطني محافظة صعدة سيروا مظاهرة كبيرة في عاصمة المحافظة وهتفوا بحماس كبير لتعز معلنين تضامنهم مع المحتجين فيها. كما ألقوا قصائد شعر وخطابات. وجمع المتظاهرون تبرعات مالية لضحايا المذبحة التي ارتكبتها قوات صالح على المحتجين في ساحة الحرية بتعز تجسيداً لتضامنهم مع مواطنيهم. كما احتشد مئات الآلاف في مدينتي إب والحديدة. وهتف متظاهرون على هامش صلاة الجمعة في مدينة عتق عاصمة شبوة "يا تعز نحن إخوة". وتظاهر عشرات الآلاف في مدينتي المكلا وتريم مرددين هتافات تساند رفاقهم في تعز وتطلب محاكمة صالح. وحافظت 17 محافظة يحتشد فيها المناهضون لحكم صالح على الاحتشاد بالرغم من محاولة صالح إغراق المشهد السياسي والشعبي في الاقتتال الأهلي وتقويض مسار الثورة السلمية. الصورتان - الأعلى: حشود المصلين في تعز خلال صلاة الجمعة. الأسفل: جانب من المظاهرة في صعدة.