يعتقدون أنهم بإجرامهم وتفجيراتهم الأخيرة يمكنُ أن يُجهِضُوا الثورة ويجعلونها تتراجَعُ عن مواصَلة النضال. يخطئون إن تصوّروا أن بإمكانهم إجهاضَ الثورة عبر جرائمهم البشعة ويخطئون إن تخيلوا أن الشعب يمكن أن يتراجَعَ عن أهداف ثورته. جرائمُكم القذرة تعبِّرُ عن عجزكم في المواجهة وتكشفُ عن مدى حقدكم الدفين ونواياكم السيئة تجاه الوطن والشعب. جرائمُكم تؤكد أنكم لا تملكون مشروعاً ولا رؤية ولا هدفاً لبناء الوطن، فقط كُلّ ما تملكونه هو استهداف الأمن الذي بدأ يستقر، عبر سيارات مفخخة وعبوات ناسفة. إنجازاتُكم هي تلك الخنادقُ والكهوفُ في أرحب والبيضاء وعمران والجوف وإب، ومشاريعُكم هي العبوات والأحزمة الناسفة والأقنعة وكتب وملازم التحريض. جبناء لا تقوون على المواجَهة، ولن تصمدوا أبداً في أي نزال، كُلّ أفعالكم هي جرائم اغتيالات عبر عبوات أو في دراجات نارية، تأتون متخفين بأقنعة وملابس نسائية وملثمين. أنتم عالة ليس على الشعب وإنما على الأمة، أسأتم لجماعاتكم وللدين والأمة.. تصورتم بأنكم قادرون على حكم الشعب بجرائمكم التي ترتكبونها هنا وهناك. مصدومون من هَول الحقائق التي تكتشفُ يومياً للرأي العام بعد هزيمتكم النكراء في أكثر من منطقة لم يعد أمامكم سوى الانتحار والتفجيرات. لن تخيفَنا تفجيراتُكم ولا جرائمُكم، بل تزيدُنا إصراراً على مواصَلة النضال، فلا يمكنُ أبداً أن نسلم الوطنَ لكم أيها الإرهابيون باسم الجماعة والحزب والعصابة، لا يمكن أن نسلمَ وطناً ومستقبلاً للإرهابيين. أنتم تزيدوننا إصراراً على مواصلة النضال وعلى التمسك بخيار مكافحة الإرهاب واستئصاله أينما وُجد. هذه الجرائمُ التي تطالُنا يومياً لن تستثنيَ أحداً ولن تعيقنا عن مواصلة نهج الثورة في مكافحة الإرهاب والفساد، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، والأوطان لا تبنى بالعبوات والأحزمة الناسفة، وإنما بعظمة رجالها المخلصين، فمهما حاول الإرهابيون أن يضعوا العراقيل ويدمرون النسيج الاجتماعي فإنهم لن يتمكنوا من إشعال الفتنة الطائفية في هذا البلد. يحاولون افتعال المشاكل وإرهاب وتخويف الناس عبر جرائمهم النكراء بعد أن يأسوا من تحقيق مآربهم وأجندتهم الهدامة.