حقيقة تترسخ في أذهاننا يوماً بعد يوم وتزيدنا يقيناً بأن الإرهابيين بمختلف مسمياتهم وعقائدهم هم الأعداء الحقيقيين للإنسانية جمعاء.. لا فرق أبداً بين شارون بيهوديته وبوش بنصرانيته وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري بإسلامهم.. فجميعهم دعاة حرب ودمار وكلهم قتلوا ودمروا وخربوا، اعتدوا على أوطان الآخرين وتلطخت أيديهم بدماء ضحاياهم الأبرياء .. ولا فرق ايضاً بين من مات بالصواريخ والقذائف الأمريكية والإسرائيلية في فلسطين ولبنان والعراق وبين من مات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة في اليمن والمغرب والسعودية على أيدي الجماعات الإرهابية فالنتيجة واحدة مهما تعددت الأسباب واختلفت الوجوه والأسماء فالهدف المشترك يجمع بينهم ويؤلف بين قلوبهم المليئة حقداً وكراهية للإسلام والمسلمين. فمن الغباء إذاً أن يحاول البعض إقناعنا بأن الجريمة البشعة التي حدثت في محافظة مأرب وراح ضحيتها عدد من الأبرياء الأجانب واليمنيين عمل مبرر له أسبابه ودوافعه ايضاً ولا يمكن أبدا التشنيع بتلك العملية وتجريم مرتكبيها ومن يقف وراءهم لأن ذلك يندرج حسب زعمهم ضمن مشروع الجهاد المقدس لمقارعة أعداء الدين من الكفرة والملحدين، العالم كله ميدان مفتوح أمام المجاهدين ولا مجال هنا لاختيار المكان وانتقاد الضحايا فالغاية من وجهة نظرهم تبرر الوسيلة وبشاعة الوسيلة ودمويتها لا تمنع تحقيق الهدف بالنسبة لهم إلا أن هؤلاء المعتوهين لا يدركون أن وسيلتهم مرآة غايتهم وأن المكان الذي يقع عليه اختيارهم يكشف حقيقة أهدافهم السيئة ونواياهم الخبيثة . كما أن دماء ضحاياهم تعكس بشاعتهم ودمويتهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين والعرب وجميع الشعوب وبدون استثناء، فالمجرم مهما حاول تبرير جريمته فإن ذلك لا يخفي أبداً حقيقته ولا ينفي عنه جريمته ، وهو في نظر القانون و الشرع والمجتمع مجرم قاتل يستحق العقاب مهما حاول إلباس باطله بلباس الحق وستر كفره المبطن بإيمانه الظاهر محاولاً ذر الرماد على العيون آملاً بالإفلات من العقاب والهروب بفعلته البشعة وجريمته النكراء وعلى هؤلاء أن يعرفوا جيداً أن (مأرب) التي استهدفوها ليست من ضواحي"تل أبيب" وإنما هي أرض عربية إسلامية خالصة وتقع ضمن أراضي الجمهورية اليمنية وهي دولة عربية وإسلامية خالصة ايضاً وكاملة السيادة والشعب اليمني شعب عربي مسلم وهم أهل الإيمان والحكمة أرق الناس قلوباً وألين أفئدة كما وصفهم رسول الإسلام صلوات الله وسلامه عليه. وإن الضحايا هم من أبناء هذا الشعب المسلم وعدد من السياح الأسبان الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم إلا عشقهم وشغفهم بحضارة ملوك دانت لهم الدنيا وحفروا اسم اليمن في ذاكرة التاريخ وسادوا بحكمتهم وإيمانهم وليس بهمجيتهم وإرهابهم وقتلهم الأبرياء دون وجه حق. وأخيراً نقول لهؤلاء الإرهابيين ومن سار في ركبهم: إن إرهابكم وعلوانكم سيزيدنا تماسكاً وقوة وسيبقى اليمن عزيزاً مصاناً شامخاً ولن تنالوه بشركم وستبتر كل يد تمتد إليه بسوء فما أنتم إلا مرتزقة وقتلة مأجورون نشأتم وترعرعتم في أحضان من تدّعون معاداتهم وقد كنتم ولا تزالون اقرب الناس مودة وأكثرهم ولاءً لأمريكا وإسرائيل مهما حاولتم إنكار ذلك بأفواهكم. * صحفية وناشطة مسئولة القطاع النسوي اتحاد شبا ب اليمن فرع تعز