على متن الألم نبحر كل يوم، ونستنشق غبار الصراع المدوي بصوت القنابل الكلامية على هيئة أخبار الساعة، يرافقنا ضجيج الوجع كلما سمعنا عن عملية إرهابية صادرت في تخطيط من مولها ونفذها أرواحاً زكية من شباب بلادي. وترى كم هي الجروح النازفة في قلوب اليتامى والأرامل والثكالى؟ ترى كم هي الأحلام التي تتطاير كل يوم للعيش بكرامة في بلدنا اليمن، وكم سيتزايد عدد المهاجرين إلى خارج الوطن؟ ترى كم هي الثقوب في قلب الوطن، وكم هي الشرايين المسدودة فيه في ظل حياة أبنائه العاقين؟ أنتم لا تفجرون بشراً يا هؤلاء، يا من تقتلون النفس التي حرم الله، أنتم لا تستبيحون حرمات، أنتم لا تهدمون أُسراً، أنتم لا تشردون أطفالاً، أنتم لا تفقدون الأمن الاجتماعي والنفسي لأسر كل من تستبيحون دماءهم، أنتم لا تفجرونهم، أنتم تعملون كل ذلك جميعاً وتفجرون وطناً بأكمله...، تشوهونه، تثيرون حقداً دفيناً على بلد مسلم قال عنه الخالق الكريم (بلدة طيبة ورب غفور)، أنتم تشوهون المغترب اليمني في كل أنحاء العالم، ذاك المغترب الذي لم يجد لقمة العيش في وطنه فسعى إليها في بلدان أخرى فلحقته أعمالكم الإرهابية وصمة عار على، جبينه تفقده الكرامة والاعتزاز ببلده وتجعل منه إرهابياً وهو ابن البلدة الطيبة، أنتم تنتقمون من الإنسان اليمني الذي أصبحت هويته تدينه في كل مكان بسبب حقدكم وإرهابكم. ما الذي يضاف إلى رصيدكم أيها القتلة بعد إراقة دم اليمنيين، إلى حساب أي بنك تصلكم أرصدة تدمير بلادنا؟ وأي حوريات سيقبلن بكم؟ وماذا صنع بكم ذلك الطفل البريء لتقتلوا أباه، ماذا صنعت بكم تلك المرأة اليتيمة التي وجدت الأمان الاجتماعي في كنف أسرتها لتقتلوا زوجها، ماذا صنعت بكم تلك الأم العاجزة لتثكلوها في ولدها الوحيد؟ من أي قلوب أكلتم، من قلوب الضباع أم من قلوب الثعالب، لتفجروا أمان وطن بات على شفا جرف هار بسبب تراجع التنمية التي تكاد تنعدم بسب إرهابكم وتطرفكم. أينما كنتم، وأيما كان انتماؤكم، وهويتكم ومبرراتكم، سيلعنكم الله والمجتمع والتاريخ، شوهتم بلدنا، أسأتم إلى ديننا الحنيف، دين الإسلام، دين المحبة والتسامح ، خدمتم كل البلدان الإرهابية التي صنعت الإرهاب، لتلصقه بالإسلام والعرب، وهم من يقتلوننا. عندما تشرعن لكم عقولكم لغة المتفجرات، اذهبوا لمن تريدون تفجيره إلى حيث هو سواء كان صراعكم دينياً أو سياسياً أو على أي شاكلة كانت، هناك صحارى واسعة إن كانت تفجيراتكم من أجل أي سبب فاذهبوا لتتصارعوا هناك واتركوا لنا بلادنا، اتركوا الأحياء، اتركوا لنا يمننا، واذهبوا بإرهابكم إلى من يمولكم، اصنعوا لكم قصوراً من التطرف بعيداً عنا بلادنا، وستلاحقكم لعنة التاريخ في كل الأحوال ولا تنطقوا (الله)على ألسنتكم، لأن الله خلقنا لنحيا ولم يخلقنا لنكون هدفاً لعبوات أفكاركم الناسفة. [email protected]