صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا دين أو ملّه أو أي كتاب منزل يبيح قتل النفس بدون ذنب
علماء أزهريون ل «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 20 - 08 - 2014

تتواصل هذه الأيام ردود الفعل المستنكرة لجريمة ذبح الجنود في محافظة حضرموت على يد عدد من الإرهابين القتلة الذي تجردوا من أدنى وازع ديني أو أخلاقي ليمارسوا الإفساد في الأرض باسم الدين ،والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف ..
لهذا رصدت الجمهورية عددا من الآراء والانطباعات والأحكام الشرعية التي تفند ادعاءات هؤلاء الإرهابين وتستنكر جرائمهم البشعة في حق الأبرياء والعزل وكذا الجرائم التي يرتكبونها ضد أبناء القوات المسلحة والأمن وضد كل ما هو جميل في أرض اليمن بلد الإيمان والحكمة والبداية في رصد هذا الآراء كانت في مسجد الرضوان بصنعاء حيث عقدت ندوة في مسجد الرضوان لعدد من العماء من أعضاء بعثة الأزهر الشريف إلى اليمن والذين تحدثوا عن حرمة الدماء في الإسلام فاستطلعنا آراءهم حول جرائم الإرهاب المختلفة وآخرها جريمة ذبح الجنود في حضرموت.البداية كانت مع الشيخ إبراهيم العيسوي- إمام وخطيب جامع الشهداء والذي شارك في إحياء الندوة في مسجد الرضوان وقد سألناه بداية عن اصل التطرف والإرهاب وحكمة في الدين وآثار الإرهاب على الفرد والمجتمع فأجاب بقوله:
حقيقية الأمر خطيرا وكل جماعة وكل فكر متطرف أصله الغلو له أصل في الزمان السابق فكم ظهرت فرق واجهها المسلمون بقوة فقد ظهرت فرقة الخوارج وظهرت فرق القدرية وغيرها من الفرق التي تطرفت بأعمالها وأفعالها وظهر من استباحوا حتى قتل أصحاب رسول الله فترون مثلاً أن الخوارج لقوا عبدالله بن خباب ابن الأرت قادماً من الكوفة إلى البصرة ومعه زوجته حامل فبقروا بطنها وقتلوها أمام زوجها ثم قتلوا زوجها واستباحوا أيضاً دم الإمام علي كرم الله وجهه واستباحوا دماء الإمام الحسين والإمام زيد بن علي وتتابعت الأمور وهذه الأفكار الضالة إلى يومنا هذا وليس موضوعنا الحديث عن الفرق إنما حديثنا عمن يقتلون باسم الإسلام والذين نستغرب بأي دين يدينون واي دين سمح لهم أن يستبيحوا سفك دماء المسلمين؟
لهذا يجب أن ندرك أن القضية خطيرة ولا نريد أن نقف وندافع عن الإسلام ونضع الإسلام في قفص الاتهام وندافع عنه لأننا نحن من نعرف أن الإسلام نور في ذاته والإسلام دين رحمة في ذاته والإسلام دين الله ووحى الله المنزل على رسوله صلى الله عليه واله وسلم والذي بلغة الرسوم الكريم بدورة إلى المسلمين إلى قيام الساعة.
لا أجد دينا يبيح القتل
مضيفاً: ففى الحقيقة لا أجد أي دين يبيح القتل ويجعل الأمر متفشياً ولا يعصم دماء المسلمين، فأي دين هذا ؟ بالتأكيد ليس دين الإسلام وأيضاً ليس النصرانية ولا حتى اليهود المتدينين الذين يعرفون التوراة فقد أنزل الله عز وجل في التوراة وقال (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص).
لهذا لانعرف ما هو الدين الذي يحل لهؤلاء قتل النفس؟ إلا يعتبرون من أحكام القران وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وإليك والى القراء الكرام بعضا من الومضات المضيئة في حياة الرسول الكريم، فقد مر الرسول صلوات الله عليه وعلى اله على رجل يهودي كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضى الله عنه يقرأ التوراة على والدة الذي قد مات فوقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليه وقال له أتجد ذكري في هذا الكتاب فوضع اليهودي يده على السطر الذي فيه ذكر رسول الله وكان الطفل قد مات فأحيا الله هذا الطفل وقال الرسول لأبيه ارفع يدك عن السطر فرفعها عن السطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا الطفل وصلوا عليه فإنه منكم ثم قال أتجدوا القصاص عندكم (والله عز وجل يقول وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذألك وما أولئك بالمؤمنين)، الأمر طويل طبعاً لكن ما أردت أن انبه عليه في عجالة عدة أمور أولاً الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين يعصم الدم والمال والعرض ففي حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله عصم الله دمه وماله وحسابه على الله وأيضاً نلحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل الإسلام ممن شهد بالشهادتين فقط ويعصم دماءهم وأموالهم ففي الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وصلى صلاتنا ونسك نسكنا وذبح ذبيحتنا فهو منا ونحن منه وقد عصم الله منا دماءه وماله كذألك أيضاً كما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن خالد ابن الوليد رضي الله عنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل رجلاً فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) فلعله يصلي فقال خالد كم من مصل يصلي ويقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال الرسول الكريم: يا خالد اني لم أؤمر أن اشق عن قلوب الناس أو أبقر بطونهم).
عصمة الدماء
وزاد: إذا كما قلنا الإسلام يعصم الدم ويعصم المال ويعصم العرض حتى مجرد السب والشتم للمسلمين حرام فالمسالة خطيرة إذا ما تجاوزنا الدين لهذا اليوم نتساءل أي دين وأي إسلام يبيح لأي أحد أن يسمح لنفسه أن يقتل مسلماً فمجرد الشهادة تعصم الدم حتى قيل يا رسول الله إن المنافقين يصلون ولا صلاة لهم ويصومون ولا صيام لهم إلا نقتلهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن هؤلاء ممن أمرني ربي أن لا اقتلهم بالرغم من معرفته لمؤامراتهم ومحاولتهم لاغتيال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمس مرات ومع ذلك لم يأمر بقتلهم حتى عندما تحدث عبدالله بن أبي في قضية الإفك قال عباد بن بشر مرني يا رسول الله أن آتيك برأسه فقال عليه الصلاة والسلام يابن عباد أتحب أن يقال أن محمد يقتل أصحابه، كذلك أيضاً نلحظ أنه لما تقوّل عبدالله بن أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لأن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فمشى عبدالله ابن عبدالله ابن أبي وكان صحابياً جلياً وقال يا رسول الله بلغني أنك تريد قتل أبي وقد علمت الخزرج جميعاً أنه لا يوجد أحد في المدينة أبر بابي مني فاذا كنت تريد قتله آتيك براسة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (بل نحسن إليه مادام بيننا) ثم قال لاستغفرن له مالم أنه عن ذلك فنهي عن ذلك بقوله تعالى (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) وأمر أن لا يصلي عليهم إذا ماتوا، ولا تصلي على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إلى آخر هذه الأمور.
الإسلام يعصم الدم
أيضاً نلحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد في هذه المسالة فالإسلام يعصم الدم بمجرد الشهادتين فمثلاً لما بايع الرسول أهل الطائف وأهل ثقيف قالوا نبايعك على الإسلام ولكن لا نريد صدقة ولا جهاداً فقالوا بعض الصحابة كيف يا رسول الله قال (صلى الله عليه وسلم) أقبل منهم الآن واعصم دماءهم وأموالهم وانهم سيجاهدون ويتصدقون (صلى الله وسلم عليه).
إذا مجرد النطق بالشهادتين يعصم الدم ونحن للأسف حين نرى من ينتسبون إلى الإسلام ظلماً وزوراً ويذبحون المسلم ذبح الشاه كما رأينا في ما حدث في حضرموت قبل أيام وعرض في وسائل الإعلام المختلفة واستنكره العالم اجمع وبالتالي أقول لهم بالله عليكم هل مروا أو سمعوا عندما جعل الله تعالى خمس عقوبات مرة واحدة للقاتل عندما قال (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض).
لكن القاتل العمد جمع الله له خمس عقوبات حيث قال سبحانه وتعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} ويرى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما وهما من كبار فقهاء الصحابة عندما سئل ابن عباس هل للقاتل العمد توبة قال لا كذلك قال ابن عمر وقد استدلوا بهذا الآية السابقة وانها نزلت بعد آية الفرقان بثلاثة أشهر وبالتالي نتساءل أي دين يبيح لهؤلاء القتل بأي شكل؟ وأي يدين يبيح لهؤلاء القتلة القتل وسفك دماء المسلمين تخريب البيوت وتدميرها؟ وهل مر بهم قول النبي (صلى الله عليه وسلم) من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب على جبينة (يأس) من رحمة الله.
أيضاً بعد غزوة ذات الرقاق وقد وقعت في جبال نجد لقي إسامة ابن زيد رجل من المشركين وحاول أن يقتله فلاذ الرجل إلى شجرة فتبعة إسامة ولما رفع السيف على هذا الرجل قال لا اله إلا الله فقتله إسامة لكن إسامة شعر بالخطأ رضى الله عنه فذهب يشكوا نفسة إلى رسول الله فقال له الرسول: أقتلته بعد أن قالها قال يا رسول الله أنه قالها فرقاً (خوفاً) من السيف فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم) أشققت عن قلبه؟ وكان رسول الله بعدها كلما رأي إسامة قال له أين تذهب بلا اله إلا الله حتى قال إسامة ليتني ما أسلمت إلا بعدها رضى الله عنه، وأخيراً نذكر حادثاً حصل ونزل فيه قران، هذا الحادث يتجسد عندما أرسل رسول الله سريه إلى وادي من أودية نجد فمر عليهم رجل معه غنيمات أسمه عامر ابن الأخطب رضى الله عنة وكان مسلماً فقال للسرية السلام عليكم وقال لهم أنا مسلم فقام احدهم وأسمه اثامة ابن عامر فقتلة وأخذ الغنيمات وأخذ الجمل وأخذ المال فلماء رجع إلى رسول الله وجلس بين يديه دعا عليه رسول الله وقال خسئت فما عاش بعدها اثامة سوى سبعة أيام ولما مات دفن فلفظته الأرض ثم دفنوه ثم لفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض وكانوا يروه كل يوم على ظهر الأرض بعد أن لفظته الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأرض لتقبل من هو أشر من هذا ولكن الله أراد أن يوعظ المؤمنين ونزل فيه قوله عز وجل {يأيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى أليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة} ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) رد على أهل القتيل الغنيمات والجمل والمال ودفع لهم الدية، إذا خلاصة المسألة نقول للإرهابين أي دين يسمح لكم قتل المسلمين؟ فلا دين أو ملة أو توراة أو أنجيل ولا قران ولا أي كتاب منزل يبيح قتل النفس بدون ذنب هذا أمر، والأمر الآخر عندما يسكت الناس عن تفشي هذا الأمر تكون النتيجة على المجتمع أولاً إشاعة الخوف بين الناس ثانياً كل يعطي لنفسه حق القتل في أي مكان حتى في البيت أو في الشارع والمسجد تتحول الدنيا كلها إلى فوضى.
التوعية
وحول المطلوب لمواجهة هذه الأفكار الضالة وحماية المجتمع منها، قال العيسوي:
المطلوب أن ننسى خلافاتنا ونعود إلى الله وننبذ تعصبنا المذهبي والحزبي ونكون يداً واحدة فالرسول (صلى الله عليه وسلم) في وثيقة المدينة وهي أول وثيقة سياسية في العالم منذ أن خلق الله أدم كتب فيها الرسول في البند الرابع (ومن ابتغى دسيعة ظلم “الدسيعة الدفعة” يدفعه الظلم) دسيعة ظلم أو قتل فالمسلمون جميعاً يد عليه ولو كان ولد أحدهم) لهذا يجب أن نكون جميعاً يداً واحدة على كل من أراد الفساد بهذا الوطن الغالي العزيز يمن اليمان والحكمة هذا أولاً.
وثانياً على كل من يملك الكلمة أن يقوم بتوعية الناس لا سيما أصحاب الأقلام الحرة من الإعلامين في كل وسائل الإعلام وأئمة المساجد وأساتذة الجامعة والآباء والأمهات كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته يقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) الله عليه وسلم في حديث الترمذي الذي أخرجه من حديث الإمام علي رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه وسلم إنكم على بينة من أمركم هذا ما لم يظهر فيكم سكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وإنكم لتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فاذا ظهر فيكم حب الدنيا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القائمون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار) لهذا بالفعل أن الأمر خطير فعندما نلوي رؤوسنا ونجلس سلبين هكذا ولا نقول كلمة لله غدا سيأتيك خبر ولدك أنت وتسمع انه انجر إلى الإرهاب وفجر نفسه بحزام ناسف فماذا ستصنع أنت في ولدك الذي راح وانتحر لهذا يجب أن نربي أولادنا على طاعة الله وفهم هذا الدين وعلى حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكيف نربيهم على الانتماء للأمة والانتماء للوطن وان المسلمين جميعهم أخوة لهذا يجب أن يمارس كل إنسان دوره في حماية المجتمع من الأفكار الضالة.
تحريم سفك الدماء
الشيخ الدكتور محمد محمد أحمد عويس - رئيس بعثة الأزهر الشريف إلى اليمن سألناه عن حرمة الدماء في الإسلام وأسباب هذا التطرف الذي تمارسه بعض الجماعات الإرهابية فأجاب بقوله: لا شك أن ديننا الإسلامي ليس دين إرهاب وسفك دماء ولا دين بغي وعدوان، بل هو دين العدل والسماحة والتراحم والأخوة، الأخوة الإسلامية والأخوة الإنسانية كذلك قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وهتف نبينا صلى الله عليه وسلم في المسلمين قائلاً: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).ثم كان في طليعة أعماله التي أرساها بعد الهجرة (المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار) ورتب بمقتضى هذه الأخوة للمسلم حقوقا على أخيه منها: رد السلام، عيادة المريض، اتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، ورب العباد وضع الأخوة الإنسانية بين البشرية جميعاً فقال ربنا عز من قائل: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} “سورة الحجرات الإسلام أكد على تحريم سفك الدماء كيف وقد جاء في محكم التنزيل” لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ البقرة.
والإسلام قرر أن المؤمن لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً والمراد بسفك الدماء هو القتل وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول ما يقضي بين الناس في الدماء) أي الدماء التي وقعت بينهم في الدنيا، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول اله صلى الله عليه وسلم، بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكبر الكبائر: الإشراك، وقول الزور، وشهادة الزور وقتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعاً.
أيضاً بين مولانا في القرآن الكريم أحداث أول جريمة قتل وقعت على الأرض ورتب عليها جزاءها قال تعالى: {واتل عليهم نبأ بني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} المائدة واختلف المفسرون في قوله تعالى (فكأنما قتل الناس جميعاً)الرأي الأول: أن من قتل نبيا أو إماما عادلاً فكأنما قتل الناس جميعاً، والرأي الثاني: يروي عن ابن عباس من قتل نفساً واحدة وانتهك حرمتها فهو مثل قتل الناس جميعا ورجح ابن كثير قول سعيد بن جبير (من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء المسلمين والناس جميعاً، ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعاً والغرض من هذه الآية تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين عزم معسكر الكفر على الفتك به قتل الجماعة بالواحد من حرمة الدماء المصونة وحرمتها عند خالقها، جاءت في الإسلام نصوص بأن تقتل الجماعة بالفرد الواحد منها: أن غلاما قتل غيلة، فقال عمر رضي الله عنه لو اشترك فيها (أي في جريمة القتل) أهل صنعاء لقتلتهم.
وما روي عن جرير بن حازم، أن المغيرة بن حكيم الصناعي حدثة عن أبيه، أن امرأة غاب عنها زوجها، وترك في حجرها أبناء له من زوجة أخرى يقال له أصيل فاتخذت المرأة بعد زوجها خليلاً، فقالت له إن هذا الغلام يفضحنا فاقتله، فأبى فامتنعت منه، فطاوعها، فاجتمع على قتل الغلام الرجل ورجل آخر والمرأة وخادمتها فقتلوه ثم قطعوه ووضعوه في بئر لم تطو ليس فيه ماء، ثم اعترفوا بجريمتهم، فكتب يا على أمير صنعاء, إلى عمر رضي الله عنه – فكتب إليه عمر – اقتلهم جميعاً وقال لو أن أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم جميعاً.
لهذا الإسلام ليس دين إرهاب ولا عدوان ولا تخويف فالخوف من الله تبارك وتعالى من العبادات التي نتعبد لربنا تبارك وتعالى بها مع الطمع ورجاء رحمته ومغفرته وقال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} آل عمران وقال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
وإعداد العدة لا يكون إلا لأعداء الدين والوطن كما نهى الإسلام عن ترويع وتخويف المسلم بأي صورة من الصور فما بالكم بقتل النفس بدون ذنب, روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يديه فيقع في حفرة من حفر النار) وفي سنة النسائي عن أبي سلمة (إن الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى الآخر بحديدة وإن كان أخاه لأبيه وأمه).
وأضاف: فليس لأحد أن يدعي ويقول بأن النصوص سالفة الذكر التي تنهي عن ترويع المسلم فقط أو إخافته أو أذيته، خاصة بالمسلمين وحدهم فإن لغير المسلمين المستظلين بحماية الإسلام ومجتمع الإسلام لهم مالنا وعليهم وما علينا، روى الترمذي بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ألا إن من قتل نفسا معاهدة (أي لهذا الشخص ذمة الله وذمة رسوله) فقد أخفر بذمة الله، فلا يروح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً”.
الغلاة لا بقاء لهم
فضيلة الشيخ على صلاح عبد العزيز- عضو بعثة الأزهر الشريف إلى اليمن، تحدث بالقول: لاشك أن الذي ميز الشريعة الإسلامية عن غيرها هي الوسطية والاعتدال
والاعتدال في لغة يعني العدل وهو ضد الجور وفي الاصطلاح هو الالتزام بالمنهج العدل الأقوم والحق الذي هو وسط بين الغلو والتطرف وبين التفريط والتقصير، والوسطية في اللغة وسط الشيء والوسطية في الشرع اعتبار الشيئين الجيد والرديء لهذا يعتبر الإسلام في نفسه وسطا يأمر بالوسطية والمنهج الوسط في كل شأن من شئون الحياة ولا يكتفي بهذا بل يحذر المسلمين من الذهاب إلى حد الانحراف وهذا الأمر يكرره المسلم مرات عدة كل يوم إذا قرأ سورة الفاتحة وخاصة في الصلاة حيث تجد في خاتمتها (إهدنا الصراط المستقيم – صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليه ولا الضالين) فالمغضوب عليهم هم الجفاة المقصرون حيث عرفوا الحق وتركوه عمداً وأما الضالين فهم اليهود والنصارى، وبالتالي يجب أن يدرك المسلم أن الوسطية مطلوبة في كل شيء وهي الاعتدال في الأمور الدينية والدنيوية فقد قالت عائشة رضي الله عنها (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه)، وحكم الوسطية: واجبة على كل الناس وفي كل زمان ومكان لهذا تؤكد التمسك بالإسلام بحب وجعله منهجاً للحياة والابتعاد عن الفتنة والبلبلة والقلاقل والعيش في أمانة وطمأنينة آنينه البقاء والاستمرار أما الغلاة فلا بقاء لهم والاعتدال يعطي صورة مشرفة عن الإسلام والمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.