الأحد 15 يوليو 2012 01:59 صباحاً عبدالحافظ الصمدي اجلس مقابلك على محاذاة هذه النافذة التي توصلني بك وإن كنت لا اعرف تفاصيل الطريق إليك.. أحيانا نفضل ما يختاره الآخرون لنا.. أدركت ذلك من خلال شغفي بالأغاني التي يختارها المخرج الإذاعي لبثها على محطة الإذاعة بينما هي موجودة في الكاسيتات جواري أهملتها بعد شعوري بالملل منها.. لم أكن أستعذبها قبل أن تطل على الهواء من الراديو.. ربما حين تأتي الأشياء إلينا دون أن نفرض عليها المجيء تكون ألذ لدينا وهاأنذا انتظر قدومك بشغف مع أني أخشى التورط في أن افرض مجيئك حتى لا أجد نفسي لا أستسيغكِ بعد كل هذا الغياب حتى كانت إطلالتكِ على نافذة الكترونية ترشقيني برسالة تلو أخرى.. أحببتها فعلا لكنها لم تكن كافية أثارت كوامني غيرت من مزاجي شيئا ما، كثورة تم الالتفاف عليها من قبل لصوص الثورات الذين أجبرهم الفساد على التمترس بالثورة وتكتيفها قبل أن يطالهم التطهير. لكن الالتحام اللذيذ يجسد نتائج مبهرة حد الارتخاء والمسافات هي تلك التي وضعت بين السماء والأرض فقط. ما أجمل المسافات الشفافة حين لا يفصل بين الشيئين سوى الهلامية كثوب شفاف.. ها أنت تحومين حول كوامني كنحلة تلاطف الزهر لترتشف رحيقها *** أنا فقط اعبر عما يدور في خلجاتي أما الحب فهو واسع كالسماء وأعمق من البحر ومن كلماتنا؛ أنه غامض كالقبلة شهيا كنهدك واسع كالكون لا ندركه بكلماتنا لكنه يدركنا مرهقين على الطريق إليه.. هاأنذا التمس دفئ ذكرياتك وأتحسسها بمشاعري كما لو كانت أصابعي تختال بارتعاش على صدرك لكن قد أفقد شهية هذا الخيال والانتشاء به حين أدرك حقيقته كسراب لا يروي ضمآنا ما لم يكون اللجوء للعناق ملاذا لإطفاء شهوة الشوق.. من يفصلهم البين؛ أنى يكونوا سعداء وهم يتوقون إلى ضمة نهد عميقة تروي عطش الفراق؟! إنهم يفتقدونها في لحظة يتوقون إليها بتلهف حار يبحثون عنها في دهاليز الوهم والأحلام لا تشبع احتياجات الشوق.. هاأنذا امرر أصابعي المرتعشة بين هضبتي صدرها خيالا لكني ما ارتويت، أدعوا لها بالسعادة لكنني لا أمنحها. صحيحا أن رؤية الحبيب تكون بغير العين أحيانا .. هذا ما أدركه حين ارنوا إليك بقلبي من نافذة تطل عليك الكترونيا.. تراني منتشيا بحروفك منذ جمعنا النت على سرير الدردشة يوما ونجحت أنت في أن تدثريني بدفء شفتيك التي أحاطتني بعبارات مازالت رقراقة في ذاكرتي أيتها الحبيبة التي لم تغادر سريري غير إني اشعر بان تفاصيل وجودنا عبر وسائل الاتصال الحديثة لا تكفي لتأليف رويتنا المفضلة فكيف ننجب رواية دون معاشرة أدبية وللمعاشرة الأدبية أدواتها الخاصة طبعا.. "هي رواية جميلة لها مفعول النبيذ لن أسقيك منها المزيد خوفا من تصرعك السكرة قارعة نصوصها" . في إحدى روايتي إليك إفصاح حد العلن وأنا أتحسس إحدى الزوايا التي أجدت اقتناصها بسهامك .. هاأنذا أتحسس لزوجة النزيف اللذيذ لأعرف حجم إصابتك وفتحة جراحي الذي اعتقد أنها لن تندمل خر القلب على إثرها صريعا إلى حين ترجعين، فأنت تجيدين الاقتناص ولا تجيدين اللعب على دور الضحية فمتى تكونين أنت الضحية بسهامي فانا أحب تبادل الأدوار؟! سأكتفي بمنحك الثقة بنفسك عبر هذه النافذة التي تجمعنا كغرفة نوم عن بعد؛ "عندما تستطيعين استخدام الكلمات وتملكين القدرة على أن تحفرين بها في جسدي وتجعليني اشعر بوقعها وتثيرين عواصف كوماني فأنت شاعرة قادرة على التأثير في الآخرين".. " جربي نشوة الكلمات إذا.. فعندما تشعرين بتكهرب الكلمات واهتزاز جسدك تحت تأثيرها هزي بجذع النخلة تتساقط إليك المعاني كالرطب.