امين 45 عام يعمل ليل نهار في قطاع خاص كي يوفر القوت الضروري له ولاسرته. قبل ثلاثة ايام تلقى مكالمةً هاتفية من ابنته في القرية تخبره بأن والدتها مريضة وتحتاج الى من ينقلها الى المشفى وكنتُ بجواره حين استقباله المكالمه . بعد ان انهى مكالمته ذهب باتجاه الصندوق ليقترض مبلغاً من المال على ذمة الراتب الشهري كي يغطي نفقات العلاج ثم استدان مبلغاً اضافياً من احد زملائه في العمل ثم توجه. الى القرية لاسعاف زوجته. وصل القرية واخذ زوجته الى احد المشافي القريبة في " الراهده" وصل المستشفى وعمل لها الفحوصات اللازمة ثم اشترى بعض العلاجات الضروريه التى قررها الطبيب والبعض الاخر اجله الى ان يستلم الراتب نهاية الشهر.. طلب من زوجته البقاء في المستشفى ليخرج هو لشراء سندوتش لانها لم تتناول وجبة الفطور.. اشترى السندوتش وبينما كان ماشياً في الطريق سمع صوتاً في الجانب الاخر من الطريق ينادي " باقي نفَر.. باقي نفَر.. ع الماشي" انه صوت سائق السيارة الوحيدة التي تنقل الركاب الى قريته ينادي انطلق امين مسرعاً باتجاه السيارة وصعد عليها ثم تحركت السيارة باتجاه القرية .. كان صوت المسجل بالسيارة يصدح بصوت عبدالباسط عبسي: "من قلِّة المصروف وكثرة الدين....... بكِّر مسافر فجر يوم الاثنين". انسجم امين مع الاغنية واخذ يغوص في تفاصيلها فزادت من همومه وغمومه فأخذ يقلب تلك الفواتير التي في يده ليعرف ماله وماع ليه وكيف سيقضي دينه.. وصلت السيارة القرية وهنا كانت المفاجئه حيث كان الاولاد على الطريق في انتظار والدتهم للاطمئنان على صحتها. نزل امين من على السيارة بدون زوجته . سأله احد ابناؤة: اين امي؟ فشهق امين شهقة مفزوع وكأن صاعقة قد نزلت عليه او ان ماساً كهربائياً قد اصابه: انه نسيها في المستشفى. طلب امين من سائق السيارة العودة الى الراهدة حيث زوجته هناك لكن سائق السيارة طلب من امين مبلغ عشرة الاف ريال . لم يكن في جيب امين حينذاك سوى مائة وخمسون ريالاً . سقطت دموع امين كالمطر وسقط مغشياً عليه. فعندما سمع احد الخيرين في القرية بالخبر تحرك بسيارته واخذ امين الى الراهدة حيث زوجته هناك وفور وصولهم كانت هي الاخرى قد اغمي عليها خصوصاً وهي بدون اكل تنتظر سندوتش امين لمدة سبع ساعات ثم اخذوها وعادوا الى القرية وبذلك انتهت رحلة امين ولكنها لم تنتهِ معاناته...