كان حلمها أن تظفر بشاب لايقل في مستواه التعليمي عنها وكذلك الأسري ,وهو حلم أمها أيضا . نشأت نفيسة في بيئة مفككة ورغم الخلافات التي نشبت بين أبويها إلا أنها وبإصرار عجيب واصلت تعليمها حتى نالت الشهادة الجامعية ,لكن حالة التفكك الأسري عكست نفسها على نفيسة وعاشت حالة تخبط عاطفي قادها حظها العاثر إلى أن تقع فريسة شاب دون مستواها التعليمي والأسري فدغدغ مشاعرها بعطف وحنان زائف واستولى على قلبها كأي فتاة تبحث عن فارس أحلام إلا أن فارس أحلام نفيسة وجد فيها فريسة سهلة بعد أن باحت له بكل أسرار عائلتها فأوهمها بكلامه المعسول قبل الخطوبة بأنه الصدر الحنون والقلب الطيب والزوج الصالح الذي سيعوضها سنين الحرمان التي عاشتها وأنها ستكون أسعد حظا من أمها ..تزوجت به وأنجبت منه طفلا ,لكنها بعد زواجها منه بدأت تكتشف فيه شخصا آخر وكذلك أهلها ,إلا أنها تكابر وتتظاهر أمام الجميع بأنها نموذج فريد للزوجة السعيدة حتى لايقال لها أنت من اخترتيه بنفسك ولم يجبرك أحد على الزواج به ..نفيسة التي وهبت قلبها ونفسها وكل حياتها لذلك الشاب تعيش بشخصيتين :شخصية تندب حظها العاثر الذي رمى بها في شباك شاب لم تكتشف حقيقته إلا بعد زواجها منه فاستسلمت للأمر الواقع ولم يعد أمامها إلا تقبل الأمر شاءت أم أبت ,يجبرها على تحمل ذلك كلمة (أم) ومجتمع لايرحم إن هي حاولت الدفاع عن كرامتها كزوجة يجب أن يتعامل معها زوجها معامله تحفظ لها كرامتها وتصون لها حقوقها فتكون نهايتها (الطلاق) وهو ماسيزيد من معاناتها وتشفي اسرتها ومجتمعها فيها.. وشخصية أخرى تحاول ان تتقمص فيها دور الزوجه السعيده والاكثر حظاُ من بين كل نساء الدنيا لأنها ظفرت بزوج لطالما كانت تحلم به حتى وجدته.. هكذا تحاول نفسية ان تنفس عن نفسها حالة الانفصام التي تعتري حياتها الزوجية والتي قد ربما لاتستطيع معها نفسية ان تتحمل ذلك المشوار الطويل من العناء ، فالكبت وان طال قد ينجم عنه ان تفصح نفسية يوماً عن كل معانتها ورحلة الشقاء التي عاشتها ، لكنها ستكتشف حين صحوتها المتأخرة موقفاً لم تكن تتوقعه ونتيجة تجد نفسها مجبرة على تقبلها وهي حصيلة حتمية تجنيها كل امرأة أساءت الإختيار.