يعيش المجتمع المدني في طول وعرض اليمن وفي كل المحافظات، ريفها والحضر، ومعهم تعيش الدولة هذه الفترة العصيبة التي بدأت يوم السبت ال«20» من مايو.. وتنتهي مع نهاية شهر يونيو.. بل نقول وتنتهي بعد إعلان نتائج الشهادات العامة.. إنها فترة الامتحانات للعام 2005م - 2006م.. خلال هذه الفترة العصيبة يتوجه أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة لأداء امتحانات النقل، وامتحانات الشهادتين العامتين الأساسية والثانوية.. سواء كانوا في المدارس الحكومية أو المدارس الأهلية أو الخاصة، أو في التعليم الفني. في الوقت الذي يتوجه فيه هؤلاء الطلاب والطالبات، والتلاميذ والتلميذات إلى مدارسهم لأداء الامتحانات، تتوجه معهم قلوب الآباء والأمهات والأهل، وكلها تناجي الله وتتوسل إليه بالدعاء، والابتهال لإعانة أبنائهم ومساعدتهم، وتوفيقهم في الامتحانات.. بينما هناك من ينتظر هؤلاء الطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات في المدارس وهم التربويون من الملاحظين والمراقبين وأعضاء النظام والمراقبة والهيئات الإشرافية «الإدارات» والمشرفين المحليين والمشرفين المركزيين.. أي أن قرابة من يعمل خلال الامتحانات كل جهاز التربية من الوزير إلى الفراش، ويصل عددهم نحو «250» ألف تربوي.. وإلى جانبهم القيادات التنفيذية والأمنية حرصاً على سلامة وأمن الامتحانات.. بعبارة مؤجزة إن البلاد بكلها دون استثناء يعيشون هذه الفترة العصيبة رغماً عن أنوفهم وغصباً عنهم، ولا يستطيعون الخلاص منها.. لأنها كالقدر الذي ينزل عليهم.. ولأنها مسؤولية الجميع. هذه أحاسيس ومشاعر جميلة، ورائعة، ومسؤولة.. لكنها أحاسيس ومشاعر ومسؤولية تأتي في الوقت الضائع بالنسبة للمجتمع.. المجتمع الذي شغلته عن أبنائه طوال العام الدراسي، هموم ومشاغل إضاعة الوقت في المقايل «مجالس القات» سواء الرجالية، أو النسائية، ويصعب أن تجد من يتابع أبناءه دراسياً إلا فيما ندر جداً.. بل إن كثيرين لا يعلمون في أية مرحلة يدرس أولادهم، ولا يدرون متى يذهبون إلى المدرسة، ومتى يعودون منها، لا يسألونهم، أو يحاسبونهم.. والنادر جداً جداً من يزور المدرسة في السنة مرة أو مرتين ليسأل عن حضور أولاده، ويستطلع مستواهم.. ففي جميع المدارس تشكو الهيئات الإدارية من أولياء الأمور وإهمالهم في متابعة أولادهم، بل إنهم «يطنشون» ويهملون حتى تلبية استدعاءات إدارات المدارس لمناقشة أوضاع أبنائهم، حضوراً ومستويات تعليمية وسلوكية ومعرفية ...إلخ. ولا توقظهم سوى الامتحانات.. بل النتائج السيئة لأبنائهم .. أما أولياء أمور الشهادة العامة الثانوية.. فتوقظهم الامتحانات لبحث ودراسة تشكيل آليات للغش، وتكوين مافيا طويلة عريضة لذلك تجرع القائمين على الامتحانات الأمرين وتفسد الأبناء، وكل من له علاقة بالامتحانات.. بالإغراء، أو بالإخافة والتهديد بالعدوان.. وهي تصرفات وسلوكيات مجتمعية لا تستثنى منها أية منطقة.. ولا فرق بين المناطق سوى نسبة الشدة والحدة ارتفاعاً وانخفاضاً من منطقة لأخرى. إن القطاع التربوي يعاني الأمرين، والويلات والضغوط، والتدخلات خلال فترة الامتحانات، وخاصة امتحانات الثانوية العامة التي تفشل فيها كل طرق وأساليب الحماية.. لأنه من الصعب جداً أن تقاوم وتردع المجتمع بكامله، وبما فيه من قوى متنفذة من انتهاك الامتحانات، وخرق أمن وسلامة الامتحانات. الأمر الذي يدعونا إلى التفكير كثيراً في طرق وأساليب أخرى للامتحانات.. وهذا موضوع يحتاج إلى تناولة في عمود آخر. اليوم.. الخميس , 25 مايو 2006 م عبدالله سلطان اليوم.. يعيش المجتمع المدني في طول وعرض اليمن وفي كل المحافظات، ريفها والحضر، ومعهم تعيش الدولة هذه الفترة العصيبة التي بدأت يوم السبت ال«20» من مايو.. وتنتهي مع نهاية شهر يونيو.. بل نقول وتنتهي بعد إعلان نتائج الشهادات العامة.. إنها فترة الامتحانات للعام 2005م - 2006م.. خلال هذه الفترة العصيبة يتوجه أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة لأداء امتحانات النقل، وامتحانات الشهادتين العامتين الأساسية والثانوية.. سواء كانوا في المدارس الحكومية أو المدارس الأهلية أو الخاصة، أو في التعليم الفني. في الوقت الذي يتوجه فيه هؤلاء الطلاب والطالبات، والتلاميذ والتلميذات إلى مدارسهم لأداء الامتحانات، تتوجه معهم قلوب الآباء والأمهات والأهل، وكلها تناجي الله وتتوسل إليه بالدعاء، والابتهال لإعانة أبنائهم ومساعدتهم، وتوفيقهم في الامتحانات.. بينما هناك من ينتظر هؤلاء الطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات في المدارس وهم التربويون من الملاحظين والمراقبين وأعضاء النظام والمراقبة والهيئات الإشرافية «الإدارات» والمشرفين المحليين والمشرفين المركزيين.. أي أن قرابة من يعمل خلال الامتحانات كل جهاز التربية من الوزير إلى الفراش، ويصل عددهم نحو «250» ألف تربوي.. وإلى جانبهم القيادات التنفيذية والأمنية حرصاً على سلامة وأمن الامتحانات.. بعبارة مؤجزة إن البلاد بكلها دون استثناء يعيشون هذه الفترة العصيبة رغماً عن أنوفهم وغصباً عنهم، ولا يستطيعون الخلاص منها.. لأنها كالقدر الذي ينزل عليهم.. ولأنها مسؤولية الجميع. هذه أحاسيس ومشاعر جميلة، ورائعة، ومسؤولة.. لكنها أحاسيس ومشاعر ومسؤولية تأتي في الوقت الضائع بالنسبة للمجتمع.. المجتمع الذي شغلته عن أبنائه طوال العام الدراسي، هموم ومشاغل إضاعة الوقت في المقايل «مجالس القات» سواء الرجالية، أو النسائية، ويصعب أن تجد من يتابع أبناءه دراسياً إلا فيما ندر جداً.. بل إن كثيرين لا يعلمون في أية مرحلة يدرس أولادهم، ولا يدرون متى يذهبون إلى المدرسة، ومتى يعودون منها، لا يسألونهم، أو يحاسبونهم.. والنادر جداً جداً من يزور المدرسة في السنة مرة أو مرتين ليسأل عن حضور أولاده، ويستطلع مستواهم.. ففي جميع المدارس تشكو الهيئات الإدارية من أولياء الأمور وإهمالهم في متابعة أولادهم، بل إنهم «يطنشون» ويهملون حتى تلبية استدعاءات إدارات المدارس لمناقشة أوضاع أبنائهم، حضوراً ومستويات تعليمية وسلوكية ومعرفية ...إلخ. ولا توقظهم سوى الامتحانات.. بل النتائج السيئة لأبنائهم .. أما أولياء أمور الشهادة العامة الثانوية.. فتوقظهم الامتحانات لبحث ودراسة تشكيل آليات للغش، وتكوين مافيا طويلة عريضة لذلك تجرع القائمين على الامتحانات الأمرين وتفسد الأبناء، وكل من له علاقة بالامتحانات.. بالإغراء، أو بالإخافة والتهديد بالعدوان.. وهي تصرفات وسلوكيات مجتمعية لا تستثنى منها أية منطقة.. ولا فرق بين المناطق سوى نسبة الشدة والحدة ارتفاعاً وانخفاضاً من منطقة لأخرى. إن القطاع التربوي يعاني الأمرين، والويلات والضغوط، والتدخلات خلال فترة الامتحانات، وخاصة امتحانات الثانوية العامة التي تفشل فيها كل طرق وأساليب الحماية.. لأنه من الصعب جداً أن تقاوم وتردع المجتمع بكامله، وبما فيه من قوى متنفذة من انتهاك الامتحانات، وخرق أمن وسلامة الامتحانات. الأمر الذي يدعونا إلى التفكير كثيراً في طرق وأساليب أخرى للامتحانات.. وهذا موضوع يحتاج إلى تناولة في عمود آخر.