بداية إذا خطر لك عزيزي القارئ أن تدخل عالم المال والأعمال وتفتح متجراً أو حتى بسطة وأنت بهذا العبوس الذي أراك من بين السطور غارقاً فيه، فإني أنصحك بالاقلاع فوراً عن ذلك الخاطر، إلا إذا كنت تنوي إشهار الإفلاس وإغلاق المتجر بعد أسبوع من فتحه! وعلى كل حال فليس هناك ماتخسره إن تصنعت ابتسامة هنا وأخرى هناك بعكس التجهم والتكشير بل إنك قد تربح أموالاً طائلة إن كنت من ذوي الأسنان البيضاء وصادف وجود مدير شركة معجون أسنان!! لاشك أن للابتسامة الصافية فعل السحر في القلوب، فهي أمهر صياديه على الاطلاق، وان كان لها منافسون كثر ،وصاحب الابتسامة الواسعة هو الأكثر رواجاً في سوق الاصدقاء الراكد، وكم يكون الإنسان سعيداً حين يستطيع افتتاح يومه بابتسامة الصباح الرائعة.. وقد كان رسولنا حريصاً على بث الحياة والحب في القلوب حين قال « وتبسمك في وجه أخيك صدقة» وهكذا تصبح الابتسامة من أمور الدين التي نتعبد الله بفعلها وان كنا لانعاقب بتركها. ومن المفيد القول إن الابتسامة ذات أثر متعدٍ فبالإضافة إلى أنها تسعد صاحبها وتشعره بالبهجة فإن أثرها ينتقل إلى الأشخاص والأشياء التي تحيط بصاحبها «ابتسم..فإن ابتسامتك تقول لي أنك سعيد برؤيتي». والابتسامة كالملح في الطعام أو كالبصل يدخل في كل طبخة ،ونجاح الكثير من الأعمال يترتب على مقدار البراعة في إجادة الابتسامة اللائقة. ومن أطرف ماقرأت في الموضوع أن الألماني والسياسي اللامع «شرودر» رفع قضية أمام احدى شركات معجون الأسنان لأنها استغلت صورته الباسمة أيام كان مستشاراً لألمانيا في إعلاناتها بدون إذنه! ولله في خلقه شئون وعجائب. وعلى العموم فليس كل مايلمع ذهباً وماكل مصقول الحديد يماني ،وماكل ابتسامة تخفي وراءها سعادة وهناءً وماكل من يبتسم في وجهك يحمل لك الحب والوداد ،أكتب هذا وأنا أتذكر قبلات وعناق الزعماء العرب لبعضهم وابتساماتهم العريضة. * وللابتسامة في كلام العرب أنواع وألوان، فهناك ابتسامة الهزء والسخرية وابتسامة الحب والترحيب وابتسامة الحزن والأسى، وابتسامة الحنان والرحمة وابتسامة التشفي والانتقام، أما الابتسامة التي أضعناها ومازال البحث جارياً عنها في أروقة ودهاليز مجلس الأمن والأمم المتحدة فهي ابتسامة النصر والرضا.وتشجيعاً على نشر الابتسامات على الشفاه قال «دايل كارنيجي» إن نقطة من العسل تجذب من الذباب أكثر ممايفعل برميل من العلقم» وهذا مايفسر كثرة الذباب وإقبالها على موائدنا نحن العرب والمسلمين ،فهي ملآنة عسلاً! إضافة إلى أننا نبتسم لكل من يصفعنا على القفا ،ومن الله الصبر والسلوان.!