الكثير من المراقبين والمحللين والمفكرين يلقون باللائمة والأسباب التى أدت إلى تفشي الأمية على الفقر وحده ولاسيما في أوساط النساء فالفقر هنا يقف على رأس الأسباب إلاَّ أن هناك بلداناً أكثر فقراً لكنها حققت قفزات جبارة في هذا الصدد كبعض بلدان أمريكا اللاتينية ، ولاستقراء ماتحقق في هذا الصعيد وبالذات مكافحة أمية النساء بأن ذلك مرده تطوير أداء نشاط محو الأمية وتجاوز المفاهيم القديمة عبر أسلوب القراءة والكتابة بيد ان العالم قد تجاوز هذا المفهوم إلى مفهوم ارحب هو تعليم الكبار بهدف تنمية قدرات المرأة ، فمعظم من يعانين من الأمية يواجهن ظاهرة الفقر والمرض ،بيد ان الشكل التقليدي لمحو الأمية لن يحقق الهدف المطلوب ولابد أن يكون محو الأمية جزءاً من تغيير حياة المرأة ثقافياً واجتماعياً وفكرياً وسياسياً وتوفير الحافز المعنوي لانخراط المرأة في صفوف محو الأمية. ولايمكن ان ننسى ان هناك معوقات اجتماعية تتمثل في العادات والتقاليد التي تعرقل بصورة أو بأخرى انخراط المرأة، بل ان العديد من البلدان تمكنت من التغلب على هذه المصاعب والعراقيل وحققت نجاحات ملموسة ورافق ذلك إنشاء مراكز لتدريب النساء على بعض الأعمال اليدوية التي يمكن أن تتبناها الجمعيات ويقمن في بيوتهن وتتولى الجمعيات تسويق منتجاتهن ليسهمن في مكافحة الفقر والظروف المعيشية ويعملن على فتح فصول للموهوبين من أبنائهن وفصول أخرى لتقوية ابنائهن الملتحقين بالدراسة.. مثال على ذلك جمهورية مصر العربية وهكذا وجدت المرأة التى على اتصال بالجمعية اسهامات فعلية لمحو أميتها وتحقيق الحوافز لها ولأسرتها بما يؤكد لها أن محو الأمية تنعكس إيجابياً على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي لها والأسرة والمجتمع. ففي المغرب واليمن حيث نسبة الأمية بين النساء هي الأعلى عربياً 62%، 76% على التوالي تخوض لجان محو الأمية تجارب رائدة في محاربة الأمية عبر محاربة التقاليد التي تحول دون تعليم الفتيات وتشجيع المواطنين على إرسال بناتهم إلى المدارس وإنشاء فصول ملحقة، وللأسف فإن معظم التجارب الناجحة في محو أمية النساء في العالم العربي غير موثقة ولايتم تبادل الخبرات في هذا الصدد، فتقرير اليونسكو الصادر في العام الماضي صنف مصر ضمن أفضل خمس دول على مستوى العالم في مكافحة الأمية في مشروع يضم مائة الف خريج وخريجة يعملون في ثلاثة وخمسين الف فصل واشار التقرير إلى تجربة البحرين والكويت والامارات كنماذج ناجحة في مجال محو الأمية. ومن أخطر ماتواجهه جهود محو الأمية في صفوف النساء ارتداد المتحررات من الأمية إلى براثنها في أقل من سنة اذا لم تحدث متابعة لهن وتطوير الأداء بحيث تصل الدارسة إلى مستوى من القدرة والقراءة في الصحف والكتب والمجلات والقضاء على الأمية الاقتصادية بتحسين مستوى المعيشة وزيادة القدرات والمهارات على اعتبار ان محو الأمية يساعد على التنمية المستدامة ويصبح لدى المرأة قدرة افضل على رعاية أسرتها وتظهر بيانات الأممالمتحدة ان اسرة المرأة المتعلمة تكون أكثر رعاية لأبنائها وتقارير منظمة اليونسكو تدحض ماقيل عن ضعف استيعاب المرأة وتؤكد ان مردود الفتاة لايقل أهمية عن مردود تعليم الذكور بل ربما يفوقه.