على أرضية الشراكة الثلاثية بين كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة ووزارة السياحة،وعملاً بما جرى تضمينه اتفاق يوم الخامس من شهرنا الحالي بين معالي وزرائها،من حيث توزيع مساحة البث التلفزيوني بينها،وفقاً للنسبة المستحقة لكل منها ،فقد بتنا نترقب باهتمام بالغ لحظة إطلاق أول فضائية تعليمية شبابية سياحية متخصصة في مرحلتها التجريبية،خلال الأسابيع القليلة القادمة على أكثر تقدير. ولطالما بقيت هذه الفكرة تشغل بال جميعنا،منذ كانت مهمة القناة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم تنحصر في انتاجها جملة من البرامج التربوية والتعليمية،دونما يتسنى لإدارتها ايصال ثمرة جهودها إلى الشرائح المجتمعية المستهدفة،باستثناء ما أتيحت فرصة مشاهدته من أعمالها في سياق الخطة البرامجية لفضائيتنا اليمنية الأم..ولما كانت فكرة تمكين قناتنا التعليمية هذه من تدشين بثها المستقل في مقدمة ما تفرضه ضرورة الاستفادة القصوى من تقنيات العصر ،خاصة في مثل هذا الجانب التربوي والتعليمي على أهميته،فلقد تواصلت المساعي الخيرة في هذا الاتجاه بالفعل،وبصورة مكثفة،على أمل أن ترى هذه الفكرة النور.وكثيرون هم الذين بادروا من جانبهم بإيضاح ما باتت تشكله قناة تعليمية كهذه من غاية وطنية ملحة،وأحسبني واحداً من هؤلاء،وقد تناولت هذا الشأن في أكثر من زاوية مماثلة،بحكم إلمامي المسبق بتفاصيل ما يتعلق بهذا الخصوص أولاً بأول.ولما كان قد جرى تطوير الفكرة ذاتها على نحو أوسع وأشمل كما أشرت في بداية زاويتي هذه،ففي ذلك مايجعلني مطالباً بالتركيز على أهمية توفير الضمانات الكفيلة بإنجاح مهمة هذا المولود الفضائي المرتقب.وإذا كانت فضائية متخصصة كهذه،وقد اتفق على تسميتها «قناة الشباب» وإن ولدت ثلاثية الاهتمامات،فليس معنى ذلك أن هناك ما يمكن أن يشكل خللاً في واحدية رسالتها الإنسانية والتنموية ككل،شريطة أن يدرك القائمون عليها أهمية أن تتكامل أدوارهم،وأن يتناغم أداء كل منهم مع الآخر كذلك.فالبرامج ذات الطابع التعليمي على سبيل المثال تستهدف بالدرجة الأولى تلافي أوجه النقص والقصور في جانب التعليم والتعلم،والعاملون في إدارة القناة التعليمية بوضعها الراهن،أي قبل أن يتقرر تطوير مهامها،من مسئولين وفنيين،يدركون على ضوء خبرتهم في هذا المجال طبيعة ماهو مطلوب من جميعهم،وهو ما لايختلف كثيراً من حيث محتواه عما تحفل به أركان مكتبتها من انتاج برامجي مماثل.والبرامج الشبابية المبتغاة..إنما تختلف في طبيعتها ومحتواها عن تلك التي يتخذ الآخرون من تسمية برامجها مدخلاً لإلهاء شبابنا على النحو الذي سئمنا من كثرة ما أشرنا إلى نوعية تلك الفضائيات المشبوهة التي تتفنن في تقديمه على شاشاتها،بل وتتسابق فيما بينها للغرض ذاته.أما البرامج السياحية فمن المفترض أن تشكل نافذة لتبيان ما تزخر به بلاد اليمن من مفاتن طبيعية على امتداد جسدها الجغرافي،وإلقاء الضوء على مصادر الجذب السياحي بين ربوعها،ترفيهية كانت أم استشفائية أم تاريخية،إلى غير ذلك من شواهد حضارتها العربية والإسلامية العريقة.وكلها برامج وطنية هادفة ،تصب في مجملها في خانة التنمية بشقيها البشري والاقتصادي.