يوم الأربعاء الماضي 21 يونيو الجاري توجهت الأنظار صوب قاعة 22 مايو للمؤتمرات بالعاصمة صنعاء متلهفة لما سيتم التوصل إليه من قبل أعضاء المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام حول مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية القادمة، التي ستجرى بمشيئة الله تعالى في شهر سبتمبر القادم.. وكان أعضاء المؤتمر الاستثنائي قد توجهوا إلى قاعة 22 مايو وهم متفائلون إلى حدٍ كبير بأنهم سيتمكنون من إثناء فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره الذي أعلنه في17 يوليو العام المنصرم 2005م بأنه لن يترشح للفترة الرئاسية القادمة، خاصة وأنه قد تم في الدورة الأولى للمؤتمر العام السابع الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية عدن منتصف شهر ديسمبر العام الماضي إقرار أن فخامة الرئيس هو مرشح المؤتمر، وقبل ذلك أقرت جميع المؤتمرات الفرعية على مستوى المديريات والمحافظات وأمانة العاصمة والجامعات بأن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح هو مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية القادمة، إضافة إلى المسيرات والمهرجانات والاعتصامات والمناشدات التي سبقت أعمال المؤتمر الاستثنائي. لكن فخامة الأخ الرئيس فاجأ الجميع عندما أكد في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية بأنه لن يتراجع عن قراره، وعلى المؤتمر أن يختار مرشحه للانتخابات الرئاسية، فوجد أعضاء المؤتمر الاستثنائي أنفسهم في موقفٍ لا يحسدون عليه، وجرى نقاش وحوار استمر لساعات طويلة دون أن يتم التوصل إلى نتائج مرضية، وعقدت اللجنة العامة اجتماعاً طارئاً ولم يتم التوصل إلى حلٍ مرضٍ أمام إصرار الرئيس على عدم الترشح وإصرار أعضاء المؤتمر ترشيحه، فقررت استمرار الحوار في اليوم التالي الخميس. وكان يتوقع الكثيرون أن الأخ الرئيس ربما ينزل عند رغبة أعضاء المؤتمر ويستجيب لإرادة الجماهير التي خرجت في مسيرات عارمة في عموم المحافظات تطالبه بالعدول عن قراره والموافقة على الترشح، كان ذلك لم يتم إذ أعلن فخامته في كلمته الافتتاحية لأعمال الجلسة الثانية للمؤتمر الاستثنائي بأنه متمسك بقراره، وقال بأنه ليس «تأكسي أجرة» يتم استئجاره من الفرزة مجدداً رغبته في رعاية تجربة التداول السلمي للسلطة من خلال إتاحة الفرصة لغيره لمواصلة قيادة المسيرة، وهذا ما قوبل بالرفض القاطع من قبل أعضاء المؤتمر، الأمر الذي جعل الأخ الرئيس يطلب مواصلة الحوار والنقاش، وعندما لم يتم التوصل إلى أية نتائج مرضية تقرر رفع الجلسة واستئناف أعمال المؤتمر يوم السبت 24 يونيو الجاري، وهو ما جعل قيادات المؤتمر تنفذ تهديدها باللجوء إلى الجماهير للضغط على الرئيس في حالة فشل المؤتمر الاستثنائي من إقناعه. وبالفعل فقد تدافعت الجماهير من كل محافظات الجمهورية صوب العاصمة صنعاء للاعتصام في ميدان السبعين، وصدرت توجيهات رئاسية بعدم السماح للجماهير بالتوجه إلى صنعاء نظراً لحساسية ذلك من إشكالات، خاصة وأن أبناء محافظة تعز كانوا قد هددوا في المهرجان الذي أقيم الأسبوع الماضي بأنهم سيتوجهون في مسيرة مليونية إلى صنعاء في حالة عدم استجابة الرئيس لإرادة الأمة في القبول بترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة. ومع إطلالة فجر يوم السبت 24 يونيو الجاري كان ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يعج بالجماهير الغفيرة التي تدفقت إليه من سكان أمانة العاصمة وأبناء المحافظات، الذين تمكنوا من الوصول إلى العاصمة والاعتصام في ميدان السبعين، وبالمثل شهدت عواصم المحافظات تقاطر الجماهير إليها في مسيرات ضخمة ومنها محافظة تعز التي شهدت أكبر حشد جماهيري بساحة جامعة تعز. وأمام ذلك لم يكن لدى فخامة الأخ الرئيس من خيار سوى التوجه إلى ساحة ميدان السبعين، حيث التحمت به الجماهير المحتشدة معلنة تمسكها به لمواصلة قيادة المسيرة، وأنها لن ترضى بغيره بديلاً، فما كان منه إلا الاستجابة لإرادة الجماهير معلناً قبوله الترشح للانتخابات الرئاسية وقيادة مسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية للمرحلة القادمة، فهدأت النفوس وانطلقت الزغاريد وعمت الفرحة كل أرجاء الوطن اليمني. هكذا فرضت الجماهير إرادتها على قائدها، وهكذا تأكد أن إرادة الشعوب فوق إرادة الحكام وإرادة الأحزاب، لإنها من إرادة الله سبحانه وتعالى التي لا تقهر.