الأحد , 25 يونيو 2006 م تابعت بعض الأسئلة في الامتحانات العامة، إعدادي، وثانوي، فهي أسئلة تثبت واحداً من أمرين؛ إما أن أبناءنا الطلاب والطالبات على هذه الدرجة من العلمية، أو أنهم مغفلون لا يفقهون شيئاً!!. فالأسئلة خاصة القسم العلمي من الثانوية تدل على أن هؤلاء الطلاب حصلوا مستوى ممتازاً من العلم، بدليل أن هذه الأسئلة على درجة من التعقيد «الممتاز» والجهد الكبير الذي بذله الأساتذة مشكورين. وقد سمعت أن بعض المسئولين أوقفوا على ذمة التحقيق لضلوعهم في جريمة الغش التي هي أخطر من احتلال العراق؛ لأنها تؤدي إلى صناعة جيل من الفاسدين فاقدي الضمير والقيم، وما كان احتلال العراق وفلسطين إلا بسبب خراب الدين وفساد الضمير!!. وفي بداية الثورة الصينية على عهد «ماو» نُفذ الإعدام بعدد من المدرسين الذين لم يصححوا كراسات تلاميذهم على النحو المطلوب!!. لا ينكر أحد من العقلاء ما يبذله الأساتذة في المدارس، رغم حصار الحياة ومراراتها لهؤلاء الشرفاء العاملين المخلصين، ولكن هل يكفي جهد الأستاذ ليكون الطالب عالماً، وقادراً على التحصيل؟!. في إحصائية ثبت أن عشرين بالمئة من الطلاب يصغون بشكل ممتاز للأستاذ فقط، بينما الآخرون لا يبالون لا بالمدرس ولا بالأستاذ، ولا يفكرون بالمستقبل، وأن خمس عشرة بالمئة من الأمهات يحرّضن أبناءهن على المذاكرة، وأن خمسين بالمئة من الآباء لا يعلمون المستويات الدراسية لأبنائهم، وأن أربعين بالمئة من الأساتذة لا يصححون كرّاسات التلاميذ، وأن مئة بالمئة من الأساتذة يلومون أنفسهم على اختيار مهنة التدريس، وأن سبعين في المئة من المجتمع لا يحترمون جهد المعلم. ولقد أحسنت بعض كليات الجامعات عندما لجأت إلى إجراء امتحانات قبول للطلاب المتقدمين للدراسة فيها، فهو الحل الأمثل الذي يفضح من قام بالغش أيام الثانوية، ويفضح تقصير مؤسسات الدولة في رعاية التعليم. وسألت طالباً من الثانوية حصل على 85% علمي عن رمز الماء كيمائياً؛ فلم يجب، وإنما وُعِدت بالإجابة بعد أن يراجع الكتاب!. تطبيق العقوبة لا يكفي لمنع الغش، ولكن هل الحكومة بالفعل مهتمة بالتعليم، هل الخدمة المدنية لها علم بأن المعلم يجب أن يخدم؟.