إن فداحة ما يجرى على أرض فلسطينالمحتلة تشيب منه الولدان، لأنه من غير المعقول ولا المقبول إطلاقاً أن تقوم الطائرات والدبابات والمدافع والزوارق الحربية بقصف متزامن مع بعضها البعض على هذه المخيمات التي تؤوي اللاجئين الفلسطينيين بطريقة الحرب العالمية تحت ذرائع وأسباب واهية كاذبة هدفها استرداد «جلعاد» المأسور، بدلاً من الإفصاح عن نواياها الخبيثة والدفينة الهادفة إلى تدمير هذا الشعب ومقومات حياته. ولا أجد الكلمات التي تستطيع أن تعكس وبأمانة ما يدور وألجأ للغة الأرقام التي تتحدث عن مدى الخسائر الفادحة التي ألحقها ويلحقها هذا العدوان الهمجي النازي، الذي لا يعرف معنى للإنسانية ولا للحياة ولا قيمة لديه ولا تحريم لأية شرعية محلية أو دولية.. المهم كما يقول تلمودهم الموهوم: «اقتل، اذبح، دمر، اغتصب، اسبُ.. كل شيء ملك لك فلا تحسب حساباً لأحد». بلغ عدد الشهداء خلال يونيو 2006م «49 شهيداً في حين بلغ هذا العدد «24» شهيداً بعد الاجتياح الأخير حتى 7 يوليو 2006م، مما يوضح مدى الموت الذي لحق بأهل القطاع خلال هذه الفترة.. فهذا من الناحية البشرية ناهيك عن عدد الجرحى الذي يزيد على السبعين أو أكثر. من جانب آخر أصبحت 200 ألف أسرة بدون مصدر للكهرباء، و88 ألف أسرة فقدت المياه الصالحة للشرب، و112 ألف مواطن يواجهون خطر الموت بسبب نقص الدواء، وما يقارب من 80 ألف طفل يعانون من الحالات النفسية بسبب انقطاع الكهرباء «الخوف والفزع والكبت»، و70 ألف أسرة تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، ناهيك عن تعطيل 412 صيدلية تزود المواطنين بالدواء، و50 منشأة لحفظ اللحوم والدواجن والخضروات والأسماك تعاني من التلف والدمار.. هذا نقلاً عن جهاز الإحصاء الفلسطيني في ذات الوقت الذي يعاني فيه الأطفال الحبس القهري وعدم التمتع بالحياة التي يعيشها أطفال العالم المتحضر. بعد كل هذا نرى أن الدولة العظمى في العالم تقف وتساند هذا الكيان وتدعي أنه من حقه الدفاع عن نفسه. أي دفاع عن النفس هذا؟ وحين التصويت على أي قرار لصالح شعبنا الفلسطيني نجد الفيتو «العظيم» يقف في وجهه، في الوقت ذاته يغط العالم العربي والإسلامي في نوم عميق، ويحلم بحياة آمنة هادئة على جثامين وأرواح وأجساد هذا الشعب الذي يعتبر خط الدفاع الأول المقاوم لهذا العدو الاستيطاني الهمجي. لك الله يا شعب فلسطين.. والنصر قريب بإذنه تعالى. نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين