لا يعرف المرء متى ينهي الكيان الاسرائيلي المحتل حربه ضد لبنان، أما الذي نعلمه جميعاً والزعماء العرب خصوصاً هو أن أمريكا تشحن أحدث أسلحة الدمار عبر مطاراتها وعبر مطارات بريطانيا لقربها من الشرق الأوسط، وكذلك تساعد بريطانيا في إمداد الكيان الصهيوني بما يتيسر من أسلحة الدمار الشامل، وتفعل دول أوروبية نفس الفعل. ولم يكن بوسع الزعماء «العاقلين» أن يمارسوا شيئاً من «التهور» فيعترضوا في مجلس الأمن أو مجلس الحرب أو مجلس العقل ضد هذا السلوك الإبادي، هل هان العرب إلى هذه الدرجة؟!. إن اسرائيل وهي ترسل هذه الإمدادات لم تكن فاعل خير، فلقد كنا نعتقد أن عندها شيئاً من ضمير وحس إنساني لتكفّر عن بعض ذنوبها، فترسل الدواء والغذاء والكساء لشعب تقوم الطائرات الأمريكية والمدافع الأمريكية والذخيرة الأمريكية بتدميره على رؤوس أبنائه. كنا نطمع أن تمد أمريكالبنان بالغارات الجوية الحاطمة وغارات البطانيات والخيام والغذاء على الأقل، طائرة تقصف المنازل وتنسفها، وطائرة ترسل الخيام تظلل من بقي على قيد الحياة في الأمسيات الصَّاقعة والنهارات المشمسة، طائرة تبتر الأيدي والأرجل وأخرى محملة بالضمادات والميكروكروم والمضادات الحيوية، لن تفعل أمريكا ذلك. أمريكا تريد أن تخلي المنطقة «الجنوب اللبناني» ليستوعب المستوطنين اليهود، لأن وزارة المستوطنات الاسرائيلية كما يقول آخر إحصاء نشرته «هاآرتس» تعاني من أزمة سكن، وإذا كانت هذه الطائرات الأمريكية تعبأ بوقود العرب، وإذا كانت مصانع الطيران الأمريكي تشتغل بأموال عربية «تتدخل بعض الدول العربية لإنقاذ مصانع أمريكا من الإفلاس» فإن على العرب أن يقوموا باتباع عقولهم لعمل «وصلة قبلية» وبجاه الله لأمريكا للإبقاء على بعض ما تُرك من لبنان لدفن الجثث التي تقتات عليها الكلاب؛ لأن الغارات «الاسرائيلية» لم تترك فرصة لأهل لبنان لدفن قتلاهم. يا الله «يا منتقم» لا تترك عبادك هملاً، وارفع عنّا المصيبة الأعظم؛ هذه العقول الفاسدة.