لا أعرف ما الذي يخيف البعض من إيران طالما واسرئيل موجودة، وهما إيران واسرئيل على طرفي نقيض في كل شي.. لماذا تحمِّل الأنظمة العربية حزب الله المسئولية الكاملة عما يحدث وهي ترى بوش يبرر لإسرائيل تدميرها الإنسان اللبناني وتسوية البنية التحتية بالأرض، متجاوزة بذلك قضية الأسيرين إلى أبعد الحدود. كان موقف تركيا وهي الحريصة على الانضمام للاتحاد الأوروبي ولديها مصالح جد هامة وحيوية مع أمريكا، كان موقفها أكثر عروبية وإنصافاً ومصداقية من كثير من الأنظمة العربية غير المعترف بها من الشعوب غالباً. موقف الحكومة التركية ممثلة برئيس وزرائها الذي حمّل اسرائيل المسؤولية عن كل ما يحدث، فلولا قصفها لشواطئ غزة وقتلها للعائلات الفلسطينية المقاومة هناك لما قامت الفصائل الفلسطينية المقاوِمة بأسر الجندي الاسرائيلي، ومن ثم وقوع أحداث غزة ولبنان.. وأعتقد مثل هكذا تصريح لا تجرؤ على المجاهرة به كثير من الأنظمة العربية. لقد انتهى الزمان الذي كنا نضحك فيه من تنديد الحكومات العربية وشجبها واستنكارها للقتل والدمار والعربدة الصهيونية.. نحن اليوم نحِنّ لهذا الاستنكار ونطالب بالشجب ونشتاق الى التنديد!! رب يومٍ بكيتُ منه فلما صرتُ إلى غيره بكيت عليه أتحدث عن الاستنكار والتنديد وليس عن استراتيجية الدفاع المشترك والسوق العربية المشتركة أو حتى عن طرد السفراء وإغلاق سفارات اسرائيل وتجميد العلاقات الثنائية الملعونة. كأن هذه الأنظمة تحكم شعوباً أخرى غير هذه الشعوب، فالمواقف تقريباً متناقضة ومتعاكسة، ولعلنا نعود بالذاكرة للعام 2003م حين طلبت أمريكا من تركيا بعض التسهيلات «استخدام أراضيها وأجوائها لضرب العراق»، فعرضت الحكومة التركية الأمر على البرلمان الذي رفض الأمر جملةً وتفصيلاً، وبالتالي أبلغت تركياأمريكا ومن ورائها قوات التحالف أن طلبها قد رُفض. الشعوب العربية مغيّبة عن القرار السياسي للدول، وهذا ما يجعل بعض الأنظمة لا تقيم للشارع وزناً وتتبنى مواقف «بفعل الضغوط الدولية ولتوفير الأمن الذاتي للنظام» تشجع اسرائيل على الاستمرار في عدوانها وفرض الواقع الذي تريد على حساب دمائنا وكرامتنا في فلسطينوالعراق ولبنان حالياً، وسوريا ومصر والأردن والسودان لا محالة لاحقاً.