السبت , 29 يوليو 2006 م في الوقت الذي تدخل الحرب الإسرائيلية على لبنان أسبوعها الثالث وما تخللها من تدمير للبنى التحتية وقتل الأبرياء وتشريد المواطنين يجد العدو الصهيوني نفسه مهزوماً غير قادر على مواجهة صمود المقاومة التي تقاتل بسلاح لا وجه للمقارنة مع السلاح المتطور التي تستخدمه قوات الاحتلال في حربها المفتوحة ضد لبنان. اليوم بدأت إسرائيل تستشعر خطر مغامراتها في التوغل البري داخل الأراضي اللبنانية والتي لم تجنِ منها سوى فضيحة كبرى لجيشها الذي لا يقهر، فإعلان انسحابها من مثلث عيترون وبيت جبيل ومارون الرأس هي محاولة للخروج من المأزق والفشل الذريع في تحقيق أي انتصار على المقاومة اللبنانية، رغم الدعم الأمريكي اللا محدود والصمت الدولي الرهيب جراء جرائم الحرب التي ترتكب كل يوم في حق شعب أعزل. فالانقسام الحاصل في الحكومة الإسرائيلية المصغرة والاتهامات المتبادلة بين قادة الحرب يعطي صورة واضحة أن العدو لم يعد يمسك بزمام الأمور، وأنه يعيش حالة تخبط أفقدته السيطرة على الحرب التي انعكست عليها بوابل من الصواريخ وخلفت حالة من الرعب عند الإسرائيليين الذين يقضون يومهم في الملاجئ خشية أن تطالهم صواريخ حزب الله. فالدمار الذي تخلفه الآلة العسكرية الصهيونية في لبنان دليل هزيمة لا انتصار، بل ضعف لجيش مجهز بأعتى العدة والعتاد طوال الأيام الماضية كان يخوض حرباً ضد الأبنية والجسور وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.. لم يخض حرباً حقيقية إلا في مارون الرأس وبنت جبيل. وهاهي اليوم تخرج منكسرة بعدما قابلت مقاومة لا تحارب بنفسية المهزوم بل المقاوم الذي يصر على تلقين العدو درساً لا ينساه عنوانها لبنان ليست لقمة سهلة يمكن ابتلاعها، بل إن الأحداث الأخيرة ووصول صواريخ خيبر «1» إلى العمق الإسرائيلي ولأول مرة تقصف ما بعد حيفا في منطقة العفولة العسكرية تأكيد أن المقاومة تسير وفق رؤية وخطة مدروسة، وأن المعركة ضد العدو تدخل مرحلة ثانية من المقاومة بعد أن خرجت إسرائيل في حملتها الأولى مهزومة.