في العدد رقم «13392» وفي زاوية أضواء من العزيزة «الجمهورية» الصادر في 15 يونيو من هذا العام، كتبت قائلاً: «أما آن لأمريكا أن تتوقف عن استفزاز مشاعرنا عندما تصف خارجيتها كل جريمة صهيونية كمثل هذه بأنها «دفاع عن النفس»؟! أما آن لأمريكا أن تردع ربيبتها «اسرائيل» من اقتراف مثل هذه الجرائم؟!».. واليوم ماذا رأينا؟! وكيف وصل الحال بمشاعرنا كعرب ونحن نشاهد بأم أعيننا أطفال «قانا» وهم ينتشلون من تحت الأنقاض جثثاً معظمها ممزقة الأشلاء، وبعضها محروقة الأطراف؟! نعم أقولها ك«عرب» قبل أن أقولها كمسلمين أو إنسانيين أو أمميين سموها كما شئتم، ولكن لا تقولوا لي إنها ردود أفعال صهيونية جرائمية قامت بها اسرائيل لردع المقاومة اللبنانية والفلسطينية الباسلتين، كما قالها مندوب اسرائيل في مجلس الأمن.. ولا تقولوا لي إن اسرائيل تدافع عن نفسها وأن أية مهادنة مع «حزب الله» إنما هو سلام خادع كما قالها «بوش».. ولا تقولوا لي إن ما جرى هو حزن مروع كما قالتها وزيرة خارجية أمريكا.. لا تقولوا لي إننا نندد وإن هذا القصف على قانا «غير مسئول» كما قالها أحد القادة. ولا تقولوا لي إن ما جرى من أهوال مجزرة كهذه ذبحت اسرائيل فيها ما يزيد عن ال«56» طفلاً لبنانياً بريئاً، وخلفت آلة دمارها ما يزيد عن ال«750» قتيلاً وبالأصح سموه «شهيداً» وما يزيد عن ال«2000» جريح معظمهم تبدو على جروحه آثار قنابل «النابالم» والقنابل «الانشطارية» و«العنقودية» المحرمة دولياً، إنما لن يتكرر بعد اليوم.. أقولها بملء الفم إن مثل هذه المجزرة الإجرامية والتي وصفها أحد القادة العرب الشجعان بأنها «إرهاب دولة» سوف تتكرر مثلما تكررت مثلها مجازر رهيبة وبشهادة اسرائيل نفسها التي قال وزير دفاعها بكل صلف ووقاحة: «إن اسرائيل تحتاج إلى «14-20» يوماً لإتمام مهمتها»؟! إذاً أية مهمة ياعرب ستكملها اسرائيل في لبنان وفلسطين بعد هذه المجزرة؟! وكيف يسمح بعض قادتنا لنفسه أن يتفرج على هذه الطعنة النجلاء التي وجهتها اسرائيل إلى صدورنا نحن بني «يعرب»؟!! ولماذا حدث ذلك؟! أقول لكم بكل صدق لو أن إخوتنا من قادة العرب استجاب لدعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله لعقد مؤتمر القمة العربية الطارئة لما حدثت تلك المجزرة.. ولكن ذهبنا إلى قمة «روما» التي أعطت الضوء الأخضر لاسرائيل لتطلق لآلة دمارها وصلفها وإجرامها العنان ونحن لا نملك إلا أن نندد ونستنكر و...و... من الذي يندد؟! نحن أمة عربية واحدة تقع على أبنائها مجزرة كهذه، أم المتفرجون من ذوات المجتمع العولمي الدولي؟! عجيب أمرنا ياعرب. نشيح بوجوهنا لدعوة فارس عربي وجهها للقادة العرب من أجل وضع حدٍ لجرائم اسرائيل، ونقبل في ذات الوقت قمة مشبوهة أفسحت المجال أمام اسرائيل لتصعيد جرائمها والإمعان فينا إذلالاً وتقتيلاً؟!! أو تدرون ماذا قال أحد كتاب اسرائيل في صحيفة «بدعوت» قبيل أيام؟ نعم لقد قالها بصراحة «على اسرائيل أن تقضي على نصر الله قبل أن يكنس الشارع العربي الرؤساء السمان ال..... ويخلق المئات من أمثال نصر الله»؟! وماذا بعد؟! لم أتمالك نفسي وأنا مسمر العينين على شاشة التلفاز أشاهد بعميق ألم ذلك الدمار وتلك الجثث البريئة إلا أن أهتف في أعماقي وأقولها: «خذوا قلمي وهاتو لي بندقية» وأنا على استعداد لأن أذهب دفاعاً عنكم إلى لبنان وفلسطين، ومؤهلاتي أنني لا أزال أجيد التصويب وأتقن الرماية على الرغم من كهولتي.. وبذيل هذا المقال بريدي الالكتروني، فمن يريدني فعليه إرسال رسالة أو إشارة لأضع القلم جانباً وأحمل أية بندقية تضع حداً لانكساراتي وخنوعي وإذلالي وفجيعتي كعربي. [email protected]