الصهيونية حركة عنصرية رجعية انعزالية موغلة في الحقد و حب الذات و التعالي على الغير. أن هذه النطفة القذرة ، النجسة التي زرعها و نماها الاستعمار القديم في فلب العالم العربي ، أثبتت للعموم أنها بمجموعها ضد الآخر ،و لن تقبل إلا نفسها ، حتى الذي صنعها و كونها غير مقبول لديها ، لأنها ترى نفسها أرفع و أعلى منه ، و من هنا نرى أن محاولتها تدمير وسحق لبنان أرضا و شعبا هو حقد ، وغيرة ، و قهر ، من هذا اللبنان المنافس لها و المتفوق عليها في جميع المجالات كافة ، عدا الغل و الكمد والقهر و الانغلاق على الذات و هو ما تحمله و تنميه كل يوم في أحشائها العفنة الخبيثة. أن لبنان يمثل نمطا حضاريا ، و ديمقراطيا ، و وعيا وسلوكا راقيا متحدثا ، مثل نظيره في منطقة الشرق الأوسط ، شاء من شاء ، و أبى من أبى ، و أن هذه حقيقة يشهد بها الجميع و ينكرها الأمن لا يمتلك الحواس، فلبنان بحضارته و ثقافته و أصالته و حريته نقيض لهذه النطفة التي تحاول أن تفرض نفسها و تتخلق في المنطقة العربية بفعل عوامل التعرية الموجودة فيها ، أي المنطقة العربية. لذلك كله نرى كل هذا الدمار و الخراب و الموت الذي تحاول أن تلحق بهذا اللبنان الجميل السامي و الشامخ على الجميع بصموده و صلابته و تصديه الرائع في وجه الآلة الصهيونية الانعزالية العنصرية الفاشية التي تدعي أنها واحة الديمقراطية في المنطقة العربية ، و العجب العجيب أن يصدقها أصحابها و صانعوها الجدد بأنها كذلك ، و لا يعرفون أو يتعامون عن كونها لا تقبلهم في أعماقها ، و في حقيقة أمرها تحمل الحقد و الدمار اللاحق الماحق لمستقبلهم كونهم بمجموعهم يسقطون في تأثير الدعاية الصهيونية العالمية. و في هذا السياق أود أن استعين بشهادة الدكتور عزمي بشارة في لقاءه المتلفز قبل عدة أيام وكذلك ما قاله الشاعر الكبير أدو نيس في حديثه المتلفز ، حيث يؤكد الاثنان على أن هذا الكيان وهذه الحركة لا و لن تقبل الآخر و لن تقبل احد يكون أفضل منها ، أو يتفوق عليها ، ثقافة و حضارة و مدنية و تطورا حتى لا ينافسها و يعري حقيقتها السوداء القاتمة الحاقدة على الغير. - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين