نستغرب صدور الأصوات التي ترتفع في لبنان الشقيق مرددة كالصدى للصوت الصهيوني والأمريكي الذي ينادي بشكل محموم ووقح وصلف نزع سلاح حزب الله اللبناني، وكأنهم دمى تحركهم الإدارة الامريكية والصهيونية وسفارتيهما في بيروت كما تشاء، وهم يتحركون كما تشاء الصهيونية الامريكية، إما غباءً أو تحت تأثير مطامعهم الانعزالية وهيمنة الانتماء الطائفي والمذهبي على تفكيرهم وثقافتهم التي تتعارض وتتصادم مع فكرة وثقافة الشعب اللبناني والانتماء إلى لبنان الكبير.. هذه الثقافة والفكر الذي وحد الشعب اللبناني مسيحي ومسلم وشيعي وسني وماروني ودرزي خلف المقاومة اللبنانية التي سطرت أروع صفحات الصمود والتصدي في مواجهة العدوان الصهيوني الذي شنتها الآلة العسكرية الصهيونية على لبنان في 12 تموز.. وحتى 9 أغسطس، بل لقد توحدت الدولة رئاسة وحكومة وبرلماناً وراء المقاومة التي صنعت النصر اللبناني في مواجهة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، والذي أذل الجيوش العربية وقياداتها، والذي اعتقدت الإدارة الامريكية أن الجيش الصهيوني ذراعها الطولى في المنطقة التي لا تهزم، حتى كانت المواجهة مع المقاومة اللبنانية التي مرغت الجيش الصهيوني في الوحل، وهزمته وأرجعته على أعقابه مذموماً مدحوراً مهزوماً يجر أذيال الخيبة والعار منكفئاً صوب شمال فلسطينالمحتلة لينتصر لبنان ومقاومته بحزب الله. فهل مثل هذه المقاومة ينزع سلاحها؟ كل الشعب اللبناني يجب أن يلتف حول المقاومة لتبقى جزءاً لا يتجزأ من نسيج الشعب اللبناني قوة رادعة لأي عدوان، ولتسقط كل الأصوات الصهيونية الامريكية التي تنادي بنزع سلاح حزب الله، ويصعب علينا أن نتصور أن هذه أصوات لبنانية صادرة عن لبنانيين، لأن هذه الأصوات لا تصدر إلا من أعداء لبنان والأمة العربية. والكل يعلم أن المقاومة لم تنشأ إلا بعد اجتياح العدو الصهيوني للبنان، وبقائه محتلاً للجنوب حتى حررته المقاومة بعد عشرين عاماً من النضال وتجبره على الانسحاب في عام 2000م ليبيت العدوان من جديد انتقاماً من المقاومة، وبهدف تدميرها لأنها تقف حائلاً بينه وبين أهدافه في تقسيم لبنان، وظل العدوان يتكرر على لبنان حتى كان ال12 من تموز فتوسع العدوان وشنت العصابات الصهيونية عدوانها الشامل لتتصدى لها المقاومة خلال 33 يوماً وتلحق الهزيمة النكراء بالجيش الصهيوني الذي لا يقهر. إن المقاومة التي هزمت أعتى جيش في المنطقة، ومنذ نشأت لهم تؤذِ أحد معتزة بانتمائها للبنان تحب وتحترم كل اللبنانيين تحمل فكراً وعقيدة متسامحة غير متعصبة ولا متطرفة، تحترم الدولة والدستور والقانون ونتائج الانتخابات في لبنان، لا تستقوي، ولا تهدد أحداً بقدر ما تحفظ للبنان وحدته وتعايش شعبه بسلام ومحبة، وترابط في الجنوب سياجاً منيعاً ضد أي عدوان صهيوني، وتخوض معه معارك دفاعاً عن لبنان وكرامة لبنان وشعب لبنان بل وكل الأمة. فمثل هذه مقاومة، وحزب كحزب الله يجب أن يحترم ويجب أن يحافظ عليهما.. وهذا ما يؤمن به شعب لبنان كله عدا تلك الأصوات النشاز الانعزالية العميلة، التي لا تعكس أصواتها أنها ضد المقاومة، لكنها ضد لبنان كله وحدة وسلاماً وأمناً واستقراراً، وانتماءً لأمته العربية الإسلامية مع المشروع الصهيوني الامريكي «الشرق الأوسط الجديد» وتقسيم لبنان إلى كانتونات صغيرة طائفية ومذهبية ومناطقية تحقق أحلام الانعزاليين الذين يرون أن بقاء سلاح المقاومة عقبة أمام أحلامهم الانعزالية الصهيونية.. وعليه فهم من يسعون لنزع سلاح حزب الله «الذي لن ينزع» تمهيداً لعودة العدوان واجتياح لبنان، وتقسيمها، وتحقيق الأحلام الانعزالية.. «لكن هيهات لهم ذلك».