الشعب اللبناني يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء، والصبر والصمود، والقدرة العظيمة على امتصاص العدوان «الضربة الجوية» للطيران الحربي الصهيوني، وتمكين المقاومة اللبنانية على مواجهة الهجمة الصهيونية بكفاءة عالية وصبر وجلد وقوة ومهارة غيرت من المعادلات العسكرية والحربية في المنطقة.. من خلال العديد من الضربات الموجعة للعدو، والإمساك بزمام المبادرة، وإدارة الحرب، كما تريدها المقاومة لا كما يريدها العدو الصهيوني. إن الشعب العربي اللبناني اليوم يؤكد فرادته وتميزه فكراً وثقافة وسياسة، فرغم تركيبته الطائفية والمذهبية والتعدد والتنوع والتباين والاختلاف، إلا أنه عند الملمات والشدائد والمخاطر والعدوان تتسيد وتهيمن وتتحكم وتوجه شعب لبنان وتحدد مواقفه الأفكار والثقافة والانتماء إلى لبنان والعرب والإنسانية، أي تتلاشى وتتبخر الأفكار والثقافات والانتماءات الطائفية والمذهبية والتعدد والتنوع والتباين والاختلاف، لينضوي كل اللبنانيين تحت لواء لبنان الواحد شعباً وأرضاً، ويلتحم كل اللبنانيين رئاسة وحكومة ومجلس نواب ومسيحيين ومسلمين وشيعة وسنة وجيشاً ومدنيين وأحزاباً، ومؤسسات مجتمع مدني ليكونوا جسداً واحداً قوياً صلباً عنيداً مقاوماً، محارباً، مرابطاً، صابراً في وجه الانعزالية بأشكالها المتنوعة، وفي وجه العدوان حتى يركع الجميع أمام لبنان الواحد المنتصر. هذا هو لبنان الذي نقف له إجلالاً وتعظيماً وإعجاباً، ونحن نستعرض فقط عبر تاريخه المعاصر كيف سقطت كل الرهانات التي أرادت أن تنال من لبنان سيادة واستقلالاً وحرية وكرامة وعزة وإباءً وعروبة من خلال استثمار واستغلال التنوع والتعدد الطائفي والمذهبي والسياسي، والاجتماعي.. إلا أن لبنان كان وما زال وسيظل يثبت للعالم أنه فوق كل هذه الثقافات الانعزالية والأفكار الانفصالية، وأسمى وأرقى من أن يتأثر ويوجه ويحرك ضد بعضه استجابة للانتماءات الضيقة الانعزالية الطائفية، وأكد عبر التاريخ أن الثقافة والانتماء إلى لبنان فوق كل الانتماءات، وأن كل المؤامرات التي راهنت على النزعات الطائفية الانعزالية المذهبية تحطمت على الصخرة اللبنانية الواحدة، التي تتكون من توحد الإنسان مع بعضه، وتوحد الإنسان مع الارض. وهاهو اليوم يؤكد من جديد للعدوان الصهيوني العنصري وللعالم أن الذين يراهنون على التعددية المذهبية والطائفية وتنوعهما ليقصفوا لبنان ويمزقونه ويسلبونه قوته ووحدته وسيادته واستقلاله.. إنما هم واهمون، فهاهو لبنان واحد شعباً وأرضاً وراء المقاومة وفي مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي ومن يقف وراءه.. وكما انتصر وبقي، فإنه باقٍ اليوم وسينتصر.. وسينتصر.