انتهت المدة التي تضمنها قرار مجلس الأمن كمهلة لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم.. ما لم فسيعيد مجلس الأمن النظر ثانية لفرض عقوبات على إيران في حالة عدم تنفيذ إيران لوقف تخصيب اليورانيوم. المهلة التي منحها مجلس الأمن انتهت، وإيران ترفض إيقاف تخصيب اليورانيوم.. بحجة أن ذلك حق من حقوقها التي تمنحها الاتفاقية الدولية للطاقة النووية.. ما دام هذا الحق يمارس في حدود الأغراض السلمية، وتؤكد إيران أنها ماضية في ذلك، ولن يوقفها أحد عن تخصيب اليورانيوم، وامتلاك التقانة النووية للأغراض السملية. الإدارة الأمريكية هي التي تسعى لحرمان إيران من هذا الحق.. فالملف النووي الإيراني من ألفه إلى يائه كانت وراءه الإدارة الأمريكية.. ليس حرصاً على السلم والأمن الدوليين، أو خوفاً على الشرق العربي من الخطر النووي الإيراني، لكنه خوف على العصابات الصهيونية، ولأن النظام في إيران لا يوالي الإدارة الأمريكية، ويرفض سياساتها كونها سياسات عدائية، ضد العرب والمسلمين.. هذه السياسة الأمريكية لم تتأذ منها إيران فقط بل كثير من شعوب العالم.. وإيران ليست إلا واحدة من هذه الشعوب التي استطاعت أن تقول «لا» للسياسية الأمريكية، لتزداد الإدارة الأمريكية عداءً وتهديداً بالعدوان على إيران.. وتزداد إيران تشدداً في سياستها المعادية لأمريكا، والإصرار على المضي في برنامجها النووي، تحت وطأة الخوف من أي عدوان امريكي.. إيران تعلم أن الإدارة الأمريكية قد أعدت له.. لكنها لم تجرؤ حتى الآن على القيام به لوحدها، ولم تجد حتى الآن تجاوباً دولياً معها رغم ادعائها أن إيران ترفض قرار المجتمع الدولي. الغريب أن الإدارة الأمريكية تعيد القرارات الدولية «لمجلس الأمن» وتدعي أنها قرارات المجتمع الدولي.. بينما الحقيقة أنها قراراتها وحلفائها منذ نشأة الأممالمتحدة.. فمجلس الأمن لا يمثل المجتمع الدولي ولا يمثل سوى إرادة الإدارة الأمريكية ودوليتن أخريين إلى جانبها.. هؤلاء هم من يفرضون القرارات الظالمة والجائرة على شعوب العالم، ويدعون أنها قرارات المجتمع الدولي.. بل إن الإدارة الأمريكية أصبحت وحدها تتحكم وتفرض ما تشاء من قرارات على مجلس الأمن بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وتدعي أنها قرارات مجتمع دولي وتمثل إرادة المجتمع الدولي. إن إيران على حق.. لماذا خمس دول في الأممالمتحدة ومجلس الأمن تختزل العالم فيها، وتدعي أن ما تقرره هو محل إجماع دولي.. فالهيئة الدولية وقرارات مجلس الأمن لا تعبر عن إجماع دولي إلا إذا عرضت على الجمعية العمومية وأقرتها بأغلبية.. ما لم فيسقط القرار ولا يعد قراراً دولياً.. ثم لماذا القرارات الدولية وعدم تنفيذها تثير غيرة وحمية الإدارة الأمريكية حين تكون ضد دول لا تواليها ولا تقبل بسياساتها.. بينما تتعصب وتتشدد الإدارة الأمريكية ضد القرارات الدولية التي صدرت ضد الكيان الصهيوني، ولم تثر غيرتها ولا حميتها ضد العدو الصهيوني الذي يرفض ويخترق وينتهك قرارات المجتمع الدولي منذ العام 1947م وحتى اليوم.. ولم تفكر الإدارة الأمريكية في فتح الملف الصهيوني النووي، بل ساعدتها حتى امتلكت السلاح النووي، ولم تخضع مفاعلات الصهاينة لرقابة الهيئة الدولية.. والعالم صامت عن ذلك تحاشياً من غضبة الإدارة الأمريكية. هذا ما يجعل إيران تتصلب ضد أي قرار صدر من مجلس الأمن، وضد أي قرار سيصدر، لأنها تشعر بالظلم والغبن ولن تخضع لأي قرار من مجلس الأمن، لأنها تعلم أن مثل هذه القرارات لا تمت بصلة للمجتمع الدولي، وإنما هي قرارات عدوانية غير عادلة تفرضها الإدارة الأمريكية.. هدفها إبقاء إيران ضعيفة خائفة خاضعة للإرادة الأمريكية.. وهذا ما لا تحبذه إيران اليوم ومستعدة لأي ثمن في سبيل حماية حقوقها وسيادتها واستقلالها.