الخميس , 14 سبتمبر 2006 م - الحضور الجماهيري الحاشد والكبير إلى مهرجانات مرشحي الانتخابات الرئاسية خلال الفترة الماضية يعكس حجم التفاعل الشعبي مع الاستحقاقات الانتخابية التي ستتوج بيوم الاقتراع في العشرين من سبتمبر الجاري.. ويعطي دلالة على الوعي المتزايد بأهمية العملية الديمقراطية وتأثير الحراك السياسي والحزبي في أوساط الناس. مثل هذا التفاعل الجماهيري يلقي بمسئوليات إضافية على المرشحين من خلال ضرورة تقديم خطاب موضوعي وواقعي يقف أمام قضايا المستقبل بصدق، وبعيداً عن التدليس والمبالغة في كيل الوعود واستغفال عقول البسطاء من خلال دغدغة المشاعر وتوزيع الأوهام، خاصة وأن هذه الجماهير على قدر عالٍ من المعرفة والدراية والإلمام بمضامين ومرامي البرامج الانتخابية للمرشحين. ويستطيع المواطن بتراكم الخبرات لديه معرفة الغث من السمين والصالح من الطالح والجاد من الهزلي والقادر من العاجز والصادق من المدلّس!! هذا هو شعبنا بوعيه ورؤيته الثاقبة يستطيع أن يقرر الأنفع، وهو على هذا الأساس يكون قد انتصر لقيم الديمقراطية التي باتت حقيقة معاشة على الأرض. إن الصلة العميقة بين متغيرات العمل الديمقراطي التعددي مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في دولة الوحدة خلال الفترة المنصرمة يمثل التجسيد العملي لكفاح شعبنا الطويل وتطلعاته. وعلى هذا الأساس من غير المنطقي أن ينبرئ بعض المرشحين إلى تسفيه هذه المكتسبات والتقليل منها، باعتبارها من الحقائق التي لا يمكن تجاوزها، وهي ملك كل أبناء الشعب بمعزل عن انتماءاتهم الحزبية أو توجهاتهم المختلفة.