21/9/2006 عكست اليمن نموذجاً فريداً على مستوى المنطقة من خلال العرس الديمقراطي الذي توج يوم أمس بخروج الملايين من الناخبين والناخبات لرسم مستقبل اليمن الواعد، وذلك بمشاركتهم الفاعلة في الانتخابات المحلية والرئاسية، التي رافقها التزام منقطع النظير في عدم حمل السلاح لتكون عنوان هذه العملية الديمقراطية الأمن والاستقرار. الأمر الذي ساعد على ان تسير عملية الاقتراع بشكل طبيعي وهادئ في كثير من المراكز والدوائر الانتخابية المنتشرة في كافة ربوع الوطن. مما يدل على ان المواطن يتمتع بوعي وحس وطني اضافة إلى سلوك حضاري، وإذا كان قد شاب العملية الانتخابية بعض الإشكالات فهي إشكالات لا تذكر في انتخابات بهذا المستوى الذي ينتخب فيها أكثر من تسعة ملايين مرشحيه للرئاسة والسلطة المحلية .. فلا يمكن ان يكون نجاح الانتخابات «100%» فمن الطبيعي حدوث بعض المعوقات والإشكالات، إلا انها في الأخير تعتبر انتخابات ناجحة تجاوزت كافة التحديات والرهانات وحالة التخويف التي مورست في فترة الدعاية الانتخابية، ومع هذا سارت العملية بصورة طبيعية ، بشهادة المراقبين الدوليين والمحليين الذين اعتبروها تجربة رائدة في المنطقة ، مبدين اعجابهم بما لمسوه من تفاعل الناخبين في هذا العرس الديمقراطي بروح وطنية مخلصة بعيداً عن أي مظاهر تسيء للعملية الديمقراطية. فالجميع في هذا اليوم يدرك ان الممارسة الصحيحة وفي أجواء هادئه تصب في مصلحة الوطن واستقراره وأمنه. أخيراً النجاح هي الكلمة الوحيدة التي اجدها للتعبير عن الانتخابات المحلية والرئاسية الحالية أياً كان الفائز.. فالفوز الحقيقي هو ترسيخ جذور الديمقراطية.. فلنحتفل بهذا الفوز الذي يتزامن مع احتفالات بلادنا بالعيد ال44 لقيام ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة عام 1962م.. ومن نصر إلى نصر ومن احتفالات إلى احتفالات.