4/10/2006 قضت حكمة الله وارادته ان تأتي وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر أي عقب احتفالنا باعياد ثورة 26 سبتمبر المجيدة وذلك لكي نظل نتذكر مآثر ومواقف ودعم ذلك الرجل العملاق، لثورتنا المباركة، تلك الثورة التي مضى على قيامها 44 عاماً حتى أصبحت متجذرة في أعماق كل الجماهير تجذر النظام الجمهوري الذي جاءت به. فقد جاءت ثورة سبتمبر لتخرج الشعب اليمني من الظلام إلى النور ومن الجهل إلى العلم والمعرفة ومن الاستبداد والتجبر إلى الحرية والديمقراطية والوحدة فكانت بحق أم الثورات اليمنية بل وكل الثورات العربية، فهي قامت وقام بها رجالها الأبطال لينهوا وإلى الأبد حكماً كهنوتياً جباراً متخلفاً يذل فيه الشعب كل الإذلال.. حكماً لم يكن فيه إلا جهل ومخافة وإمام كما قال شاعر اليمن العظيم محمد محمود الزبيري، حكم لم يكن فيه من مظاهر السلطة إلا التجبر والعسف والعنف كان فيه السيف هو الحاكم المطلق على رقاب المواطنين ومن يعارض آل حميد الدين البغاة الطغاة «فمن كذب جرب»، وجاءت ثورة سبتمبر تتويجاً لثورات عديدة سبقتها تم وأدها بالقوة وبالجهل والتضليل والدجل ولكن مع ازدياد وعي الشعب لواقعه واستفادته من كل الإرهاصات الثورية السابقة كان النصر حليف الثورة الذي تجسد بصمود الشعب والتفافه شمالاً وجنوباً حول الثورة ورجالها وبفضل الدعم السريع واللا محدود والمتعاظم من الشقيقة الكبرى مصر عبدالناصر حيث كان لذلك الفضل الأكبر في صمود الثورة وصمود النظام الجمهوري وإلى الأبد إن شاء الله. فبقدر تضحيات الرجال الأبطال من أبناء الشعب اليمني ورجال الثورة الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم يوم قيام الثورة كان عرفان الشعب وتقديره لكل التضحيات وأيضاً عرفان الشعب وتقديره الكبير لذلك الزعيم القومي الخالد جمال عبدالناصر ورجال مصر عبدالناصر الذين قاتلوا وبشراسة دفاعاً عن ثورة سبتمبر ونظامها الجمهوري في كل وديان وجبال اليمن حتى امتزجت الدماء اليمنية بالدماء المصرية وكان النصر حليف النظام الجمهوري وثورة 26 سبتمبر المجيدة الخالدة التي تحققت بفضلها وفي ظلها تحرير الشطر الجنوبي من الوطن وقيام الوحدة اليمنية الشاملة وتحقيق جميع المكاسب والمنجزات التي نراها ونلمسها ولا يجحدها إلا أعمى أو مكابر أو انسان غر صغير السن لم يعش ذلك العهد الإمامي البغيض الذي لم يكن فيه شيء من مقومات الحياة أبداً فما كان فيه سوى إمام ظالم طاغية جبار يعمل بمقولة «من مال برأسه كذا قلنا بسيفنا كذا» فلم يكن يجيد الا لغة الحديد والنار وقطع الرقاب يعاونه عمال وقضاة وجباة وجنود لا يفهمون إلا شرعية الإمام، ينتشر الجهل في صفوفهم بشكل كلي وكامل وهو ما كان يريده الإمام ويرغب به ويطلبه، فكان أولئك الجنود البسطاء والجهلاء الحفاة أداة البطش والتنكيل بالبلاد والعباد. ولهذا وبهذا جاءت عظمة الثورة السبتمبرية ورجالها الأبرار الذين كان لهم الفضل بعدالله في انهاء كل ظلم وظلام العهود الإمامية البغيضة.. ولهذا أيضاً سيظل الشعب اليمني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يدين بالعرفان والجميل لذلك الرجل العروبي الخالد جمال عبدالناصر.. نترحم عليه تهل علينا مناسبة وطنية في بلادنا في سبتمبر أو أكتوبر أو نوفمبر أو 22 مايو فهو الذي دعم ثورتنا السبتمبرية الخالدة وبفضلها تحققت ثورة أكتوبر وتحقق الاستقلال في نوفمبر وتحققت الوحدة التي أعادت اللحمة اليمنية إلى مسارها الطبيعي والصحيح.. فرحم الله شهداء الثورة السبتمبرية وكل شهداء الوطن الذين بفضل تضحياتهم ننعم بالوحدة والديمقراطية والحرية والاستقرار والكرامة.. ورحم الله ذلك الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي عجزت النساء أن يلدن مثله والذي كان داعماً ليس لليمن وثورته فحسب ولكن لكل القضايا الوطنية في كل أرجاء العالم فكان عظيماً بجدارة واقتدار وكان رجلاً ولا كل الرجال نفتقده الآن في وقت ليس فيه إلا أشباه الرجال. فمبارك لنا نحن اليمانيين أعياد ثورتنا وأعياد العرس الديمقراطي الذي أثبت فيه اليمانيون أنهم أحفاد بلقيس وتبابعة اليمن الكبار الذين مارسوا أول حكم شوروي في تاريخ البشرية كلها.. وصدق من قال اذا صلح الرأس صلح الجسد.. ولم يتعاف الجسد اليمني إلا بعد أن صلح الرأس وزال فساد وظلم وطغيان آل حميد الدين والأئمة البغاة.