يقال إنه في شهر رمضان الكريم تصفد الشياطين، ولكن يظهر أن الكثير من التجار مضاف اليهم مسئولو وموظفو الكهرباء أخذوا دور الشياطين في إنغاص معيشة الصائمين المؤمنين.. التجار برفعهم الأسعار وامتصاص دخل المواطنين المحدود أو «المهدود» وأصحاب الكهرباء بالإطفاءات الطويلة والمتكررة يومياً على المنازل والمحلات حتى لا يتاح للصائمين أداء فريضة الصوم بيسر دون عناء ولا يتاح لهم التهجد وقراءة القرآن على ضوء مصابيح الكهرباء ونورها، وهو تصرف لا يرضي إلا الشيطان فقط. أو أنهم يريدون أولئك التجار وأصحاب الكهرباء زيادة الثواب والأجر عند الله للمواطنين الصائمين لصبرهم وتحملهم المعاناة التي يحدثها التاجر وأصحاب الكهرباء، فتكون المعاناة أكبر وتكون سبيلاً لدخول الجنة لكل صائم محتسب صومه لله سبحانه وتعالى وتحمل المنغصات والمصائب التي حلت عليه منذ قدوم شهر رمضان المبارك، مصائب ومنغصات غلاء الأسعار التي أتت على الأخضر واليابس من دخول المواطنين، أضيف اليها إطفاءات الكهرباء المتكرر ولفترات تزيد عن أربع ساعات في كل ليلة بدلاً عن ساعتين كما تعود الناس. وحتى لا نسيء الظن بمؤسسة الكهرباء ومسئوليها وموظفيها في ربما أنهم لا يريدون لنا أن ننسى العهد الإمامي البغيض الذي كان يسود فيه الظلم والظلام وكان الناس فيه لا يعرفون الكهرباء وإنما يستضيئون ب«القماقم» غالباً والقلة هي التي كانت تملك الفوانيس الكبيرة و «النوارات» وما يسمى ب«الأتاريك» وكان الناس لا يسهرون أبداً فينامون مبكرين بعد صلاة المغرب والعشاء، إلا الموسرين منهم وهو ما يريد المسئولون في الكهرباء أن نظل حبيسي ذلك العهد الذي تحررنا منه منذ أربعة وأربعين عاماً بثورة قدمنا فيها فلذات الأكباد ودماء وشهداء بالآلاف. وهناك علامة استفهام عن لغز الكهرباء وتطويرها وإصلاح ماهو موجود منها.. فنحن قد مضى علينا اثنا عشر عاماً منذ تعرضت مولدات الكهرباء «الكهرو حرارية» في المخا للضرب أثناء حرب الانفصال عام 1994م، ومع ذلك وخلال هذه المدة عجزت الوزارة المختصة عن إصلاح الخلل وكأنه ليس لدينا موارد أبداً وليس هناك مساعدات وقروض تقدم لبلادنا بعشرات المليارات سنوياً. بل وكأن استهلاك الكهرباء يقدم للمواطنين مجاناً دون مقابل مع أن العكس هو الصحيح فالفواتير تصل الى كل بيت وكل مواطن بمبالغ تقصم ظهر المستهلك وتقصم ربع أو ثلث راتبه غالباً.. فأين تذهب كل تلك الأموال وأين تذهب إيرادات الدولة لا أحد يدري إذا لم يجسد بالخدمات وتحسينها كالماء والكهرباء والطرقات والمستشفيات وغيرها. ولكن يظل الأمل معقوداً بالرئيس علي عبدالله صالح أن يصلح الحال ويصحح المسار فيدخل التحسين في الخدمات العامة وأولها الكهرباء، حيث لا يعقل أن نظل في الظلام والإظلام الى مالا نهاية فليس لنا أمل إلا هو فهو إن وعد لا يخلف وعده وإذا عاهد التزم بما عاهد، تلك تجربتنا معه والأمل معقود عليه بإخراجنا من مرحلة الظلام الذي فرضته علينا مؤسسة ووزارة الكهرباء حتى في شهر العبادة والصيام ونظن مع أن بعض الظن إثم أن مسئولي الكهرباء أو بعضهم شركاء في توريد وبيع المولدات الكهربائية والشموع.. ولا بد من محاسبة المقصرين ومعاقبتهم وكذلك تعقب الجشعين من التجار الذين حولوا شهر رمضان الى نقمة مع أنه نعمة من الله للناس أجمعين..