صار عمر الديمقراطية التعددية التنافسية 16 عاماً، خلال هذه الفترة تمت ثلاثة انتخابات نيابية، وتمت دورتان انتخابيتان «رئاسيتان ومحليتان» ومع ذلك لم تستطع الأحزاب الراديكالية «يمينية ويسارية وقومية وأسرية» أن تستوعب التحولات والتطورات السياسية والديمقراطية والاندماج معها فما زالوا أسيري راديكالياتهم السياسية والديمقراطية، وستقولون كيف تكون الديمقراطية الراديكالية.. أقول لكم انها ديمقراطية الحزب الواحد الذي لا شريك له في الحكم.. ويصعب عليهم استيعاب الديمقراطية التعددية التنافسية ويقبلون بنتائجها.. لذلك دائماً ما تشكك هذه الأحزاب بالنزاهة والصحة في الاجراءات الانتخابية عندما تفشل في الوصول الى هدفها وتنجح في الانتخابات. وحين يتكلمون عن الديمقراطية لا يعنون الديمقراطية التعددية التنافسية بل يعنون ديمقراطية الشراكة.. ديمقراطية التقاسم ديمقراطية التحاصص في الحكم.. وهذا المفهوم للشراكة عندهم أوديمقراطية التقاسم أو المحاصصة.. يعني ان تتم عملية اتفاق بين الأحزاب على تقاسم الدوائر المحلية، أو النيابية فيما بينها مسبقاً، وتقفل في ضوء ذلك الدوائر الانتخابية حسب الاتفاق وتصبح بذلك الاجراءات الانتخابية عبارة عن انتخابات شكلية، وتحصيل حاصل، وقبولهم بهذا النوع من الديمقراطية يأتي على مضض بعد أن يخسروا الحكم بالانفراد.. هكذا يريدون الديمقراطية.. ولا مانع من هذا حين تتم العملية الانتخابية بالتنافس على الدوائر وتأتي النتائج بتأهل أكثر من حزب للمشاركة في السلطة لكن بطريقة التقاسم المسبق، وقتل التنافس فذلك ما يجعل الديمقراطية شكلية. وعلى أي حال فالديمقراطية التعددية التنافسية هي التي تفرض من خلال نتائجها الشراكة في الحكم في حالة تقارب المقاعد النيابية وبحيث تكون الشراكة لكل حزب ونسبته .. لكن أن تكون النتائج قد أفرزت الأغلبية لحزب بعينه فمن حقه ان يحكم بانفراد.. وعلى الجميع القبول بذلك.. دون أن نشكك بالديمقراطية في حالة فشلنا ونشهد بنزاهتها في حالة نجاحنا. على أي حال .. نحن لا نقول اننا ملائكة وانما بشر نصيب ونخطئ ونخضع لنزوات، وتحدث اختلالات في ممارساتنا الديمقراطية.. ولكن ليس إلى الحد الذي يتفوق فيه هذا الطرف على الآخر زوراً وبهتاناً.. فالنتائج عندما تأتي لصالح طرف وبفارق كبير في الأصوات لصالح الطرف المتفوق .. فإن أي اختلالات لا تؤخذ بالاعتبار ولا تجرح في نزاهة الانتخابات. لذا فالمعارضة يجب أن تتخلص من راديكاليتها، وتقبل بالديمقراطية التعددية التنافسية وتراهن على الشارع العام.. بدلاً من أن تظل تندب نفسها.