ظل اليمنيون ولعدة أشهر يترقبون انعقاد مؤتمر لندن للمانحين وماسيتمخض عنه من نتائج وفوائد لليمن واليمنيين، وكوني واحداً من أبناء اليمن انتظرت بفارغ الصبر حتى انعقد المؤتمر في العاصمة البريطانية لندن يوم الاربعاء المنصرم في هذا اليوم التاريخي السعيد تسمرت في مكاني وظللت أتابع مجريات المؤتمر بتلفه وشوق وقد شعرت بسعادة غامرة وسرور عميق ليس فقط لما أعلنه الاخوة وزراء مجلس التعاون الخليجي من مساعدة مالية مقدمة لليمن بتوجيه من قادتهم وإنما السعادة التي أطربت قلبي والسرور الذي هز كل جوارحي كان من واقع تلك الكلمات الطيبة والمعبرة التي ألقاها وزراء دول الخليج بعفوية ومن دون مقدمات عبروا من خلالها عن حبهم ودعمهم لليمن.. مؤكدين في حديثهم عن عمق العلاقات اليمنية الخليجية ومن خلال حديث الاخوة وزراء مالية دول الخليج عن أهمية العلاقات اليمنية الخليجية وضرورة تطويرها وتعميقها وذلك بتقديم المساعدات المالية السخية من خلال ذلك تأكد لي فعلاً أن اليمن يقع ضمن منطقة الخليج منذ الازل، ولأهمية العلاقة اليمنية الخليجية يجب أن نذكر أن علاقة اليمن أرضاً وشعباً بدول الخليج العربي وشعوبها بدأت منذ الازل والله سبحانه وتعالى هو من فرض هذه العلاقة عندما أراد لليمن أن يكون موقعها في قلب الجزيرة العربية مجاورة لدول الخليج العربي، فالعلاقة بين اليمن ودول الجوار لم تأت بقرارات وعوامل سياسية إنما تلك العلاقة ناتجة عن عوامل جغرافية وتاريخية. فالعامل الجغرافي جعل اليمن مجاوراً للمملكة العربية السعودية أرض الحرمين من جهة الشمال وسلطنة عمان من جهة الشرق، والوقائع التاريخية تقول إن أي بلدين متجاورين في العالم تربط بينهما حدود برية طبيعية تصبح هاتان الدولتان في أوقات وظروف معينة دولة واحدة. فإذا ما تعرضت دولة لكوارث طبيعية أوحروب أو فتن فإن ابناء هذه الدولة يلجأون إلى الدولة المجاورة الأقرب إليهم وهذا حق طبيعي لهم. كما أن تجاور وتقارب الدول يؤدي إلى امتزاج وتخالط بين شعوب تلك الدول فتتأكد تلك العلاقة وتتعمد بالدم من خلال التزاوج والتناسل والتكاثر وهذا الأمر أكدته الحقائق التاريخية، فمن يتابع الاحداث ويقرأ كتب التاريخ سيجد أن الكثير من اليمنيين نزحوا جماعات وفرادى إلى أرض الحرمين الدولة القريبة لهم والمحببة إلى قلوبهم واستقروا فيها واختلطوا بشعبها حتى صاروا منهم لذلك نجد الآن آلاف الاسر السعودية أصلها وجذورها من اليمن وهذا قد حمل بعض الشيء بين اليمن وسلطنة عمان ومانلمسه اليوم من تشابه في العادات والتقاليد بين اليمن واخوانهم في دول الخليج ماهو الانتيجة لذلك الامتزاج الانساني الاخوي.. خلاصة القول نريد أن نؤكد علاقة الجوار بين اليمن ودول الخليج العربي علاقة ازلية سنها وفرضها المولى عز وجل، لذلك فإنها علاقة قوية متينة صادقة طبيعية غير مصطنعة وعليه ليس من العجيب أو الغريب أوالمدهش أن نرى قادتنا واخواننا في دول الخليج العربي يكنون لنا الاحترام وينظرون إلينا باهتمام ويسارعون في تقديم المساعدات المادية والمعنوية للدفع بعجلة التنمية وانعاش الاقتصاد اليمني كما أنه ليس بغريب أو عجيب أن يرى العالم اليمن في يوم ما وهو قريب وقد انضم انضماماً كاملاً لعضوية مجلس التعاون الخليجي.. في الأخير نرجو أن يكون مؤتمر لندن هو بداية الخير ونقطة انطلاق نحو تعاون أفضل ندعو الله تعالى أن يصلح شأننا ويغنينا من فضله وكرمه ويجعل من بلدنا دولة مزدهرة متقدمة بين الأمم كما ندعوه تعالى أن يحفظ رئيسنا وولي أمرنا ويمده بالقوة والحكمة ويمكنه من الوصول باليمن إلى مصافي الدول المتقدمة.