- خبر طريف بثته وسائل الإعلام الرسمية أمس ، يأسف لأن الفنانة أصالة نصري لن تقيم حفلها الفني في العيد وإنما في مايو القادم.. فيالها من قضية مهمة تشغل إعلامنا الرسمي الذي مازال يتحدث عن الحفلات الخاصة من غير أن يخبر أطفالنا أين يقضون العيد !؟ لاندري ما قصة الهوس الذي يجتاح اليمن بتوجيه الدعوات للفنانين والفنانات العرب لإقامة الحفلات الخاصة في «موفمبيك صنعاء» أو «شيراتون» وغيرهما من الأماكن التي لايرتادها غير رجال المال والأعمال ، والمسئولين .. حتى ظننا أن هذه الفئة تعاني من أزمات نفسية أو باتت بحاجة إلى الترفيه «الرسمي» بأنغام الفنانين والفنانات العرب.. ولو لم يكن الأمر كذلك لوجهت الجهات المعنية دعوات مفتوحة للجماهير الراغبة لحضور حفل عام جميع نفقاته محسوبة ضمن موازنات الجهات المعنية.. تمنينا لو أن الثقافة أو السياحة فكرت يوماً كيف سيقضي الأطفال أعيادهم وأي ترفيه أعدته لهم إسوة بالتحضيرات السابقة لزيارة أصالة نصري ، أو الفنانة صباح ، أو مريام فارس.. أو حتى اسوة بالفنان محمد عبده الذي فاقت صوره في شوارع العاصمة جميع البطاقات التي وزعتها اليمن عن أحد معالمها السياحية منذ انشاء الوزارة. سيخرج صغارنا صباح اليوم إلى الشوارع ، ثم يعودون لبيوتهم بعد أقل من ساعتين لأنهم لم يجدوا مكاناً ترفيهياً يرتادونه !! سيقول البعض هناك حديقة «الثورة» وحديقة «السبعين» وحديقة «الحيوان» في العاصمة ، لكن هل سبق للمتحدث أن زار هذه الأماكن في الأعياد ليدرك كم أن شعبنا كان مجتهداً في الإنجاب !! عشرات آلاف الأطفال يتدافعون على حديقة لاتحوي أكثر من ست العاب أغلبها لم يخضع للصيانة منذ سنوات.. فما الذي يحدث حين يتسابق آلاف الأطفال على ست ألعاب !؟ بإمكانكم تخيل ذلك!!. حتى اليوم لم نفكر بجدية كيف يمكن تقديم ترفيه لاطفالنا بتكاليف مخفضة ، وباستيعاب كبير للأعداد ، وبالطريقة التي ندخل بها السرور إلى قلوب الصغار ..؟! فالكثير من دول العالم المماثلة لأوضاع اليمن تلجأ إلى عمل المهرجانات والحفلات الترفيهية ، في الحدائق المفتوحة لتتيح للعدد الأكبر من الأطفال الاستمتاع .. لكننا عندما قررنا عمل شيء من ذلك القبيل اخترنا أماكن راقية ، وحددنا سعر بطاقة الدخول بخمسة آلاف ريال للفرد الواحد.. يعني أن المؤسسات الحكومية لاتقيم هذه المهرجانات والحفلات لنا أو لعوائلنا بل للأثرياء الذين بوسعهم أخذ أطفالهم إلى بيروت أو «ديزني لاند» للاستمتاع بكل العجائب والغرائب التي لايرونها حتى في أحلامهم !! ومن هنا كان على أطفالنا أن يبقوا في الشوارع يلعبون بالحجارة ، ويتضاربون ، ويتعرضون لحوادث مرورية ، وأحياناً ينحرفون ويضيعون من أيدينا لمجرد أن الجهات الرسمية تفضل استضافة هذه الفنانة أو تلك بتكاليف المخصص السنوي الموضوع للوزارة المعنية للأنشطة الفنية.. في كل مناسبة نتحدث عن هذه الأمور ، ونجادل فيها ، ونتوسل المسئولين ولكن دون جدوى ، إذ أن هناك إصراراً مسبقاً على أن الترفيه حق مكفول فقط لزبائن فنادق الدرجة الأولى ، ولمن يرفعون أسعار القمح والسلع الغذائية ليدفعوا ثمن تذاكر الدخول وثمن المشروبات والمأكولات الباهظة التي لايطولها إلا من أفسد ، أو انزل الله عليه ثروة من السماء من حيث لايعلم أحد.. إن البحث عن سبل ترفيه غاية تخدم البناء التنموي للبلد لأنها تفتح عقول الصغار وتروضها ، وتزيد من حيوتها للتعلم والإبداع.. فمن يراهن على الأجيال عليه أولاً أن يكفل لهم وسائل النمو الصحي في الجانب النفسي.