قال تعالى في محكم كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم. إن ما يرتكبه المدعو الحوثي واتباعه من قتل وتنكيل بالمواطنين الأبرياء في مدينة صعدة الأبية ونصب الكمائن لقتل الجنود القائمين بالحفاظ على الأمن والسكينة وحراسة المكاسب والممتلكات العامة لأمر لا يمكن السكوت عليه ولا التغاضي عنه ،ومهما كانت أنواع الأسلحة والعتاد الحربية التي يتمترس خلفها هو وثلة من أعوانه من الفتية المغرر بهم وأيا كانت القوى الخارجية الداعمة لهم فاليمن مقبرة الغزاة على مر العصور والازمنة ولن يكون هناك مكان على أرض اليمن لإيواء الخونة والخارجين عن النظام والقانون فقد اجمعت كافة القوى الشعبية والجماهيرية وجمعيات العلماء والمسلمين والأدباء والمفكرين والاتحادات الشبابية والطلابية في الداخل والخارج بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية على ضرورة الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد ومكاسب الثورة والوحدة التي ضحى لأجلها الوطن بالكثير من خيرة أبنائه الذين سالت دماؤهم الزكية في سبيل الذود عن وطنهم والدفاع عن مكاسب الثورة حتى أرغموا أعتى احتلال شهده التاريخ على الرحيل من أرض اليمن وأطاحوا بأعتى حكم إمامي ملكي كهنوتي عرفه تاريخ البشرية ورسخوا جذور الوحدة اليمنية بالقضاء على زمرة التمرد والانفصال في صيف عام 1994م ونبذوهم إلى خارج الوطن يجرون وراءهم أذيال الخيبة والخزي والعار وغضب الله والناس ليبقى اليمن وليحيا المواطن اليمني حراً كريماً رافع الرأس والجبين على أرضه ووطنه من صعدة حتى عدن. وليعلم الحوثي وأمثاله ومن تبعهم من المغرر بهم أنهم لن يفلتوا من العقاب لما ارتكبوه من جرائم في حق الوطن والمواطنين الأبرياء ولن ينالوا عفواً عاماً للمرة الثانية عما اقترفوه من جرائم وإخلالهم بأمن واستقرار وسكينة الوطن فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وأن القوات المسلحة الباسلة سوف تبقى لهم بالمرصاد وستكون كفيلة بتعقبهم وإخراجهم من جحورهم وسحبهم مكبلين بالسلاسل والأغلال إلى ساحات العدالة والقانون لمحاكمتهم على جرائمهم الشنيعة لينالوا الجزاء العادل تنفيذاً لقوله تعالى : «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض». وستخسر الرهان كل القوى الداعمة لزعزعة الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما بلادنا و«إن غداً لناظره لقريب» وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون. وسيكون من الحماقة والغباء الشديدين أن يعتقد الحوثي وأتباعه بأن دعوة القيادة السياسية لهم ممثلة بفخامة الأخ / علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، ومناداته لهم بمختلف السبل والوسائل الودية لتسليم أنفسهم وأسلحتهم طوعاً والرجوع إلى صوابهم نوعاً من الضعف أو العجز عن مواجهتهم عسكرياً لوأد الفتنة التي أشعلوها عن جهل وغباء نابعين من أفكارهم القيمة. فلم تكن دعوة الأخ الرئيس حفظه الله لهم للاستسلام للشرعية طوعاً إلا حرصاً منه على دماء وأرواح بني وطنه وشعبه سواء كانوا من حماة الوطن البواسل أو من عناصر الإرهاب والمتمردين الذين عميت أبصارهم وماتت ضمائرهم وهانت عليهم أوطانهم عسى الله أن يصلح أحوالهم لكنهم باعوا أنفسهم بأرخض الأثمان لقوى الشر والطغيان الهائجة كالكلاب المسعورة في مختلف البلدان والتي أبت إلا أن تعيش منبوذة كالجرذان في بطون الجبال والكهوف إذ لو كانوا يسمعون أو يعقلون لما ارتضوا لأنفسهم بالذل والهوان والانقياد لمن بقي من جحافل الطغيان وأتباع الإمام الدجال .. فلا إمامة بعد اليوم ولا عبودية بعد الحرية ولن يقدر الحوثي بسحره ومكره أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء حتى يلج الجمل في سم الخياط وإن هي إلا أيام قلائل إن شاء الله ليلقى مصيره المحتوم أو يسقط مذموماً مدحورا في قفص الاتهام أمام العدالة السمحاء لمحاكمته على أفعاله الشنعاء وليكون عبرة لأمثاله من الخونة وهواة التمرد والعصيان.