عندما يموت الضمير يسهل بيع القيم والمبادئ أحياناً بأثمان بخسة، وأحياناً مرتفعة كما هو حال كثير من المستشفيات الخاصة التي تنهب جيوب ((المرضى)) ولا تفرق بين غني أو فقير.. وكل ما تسعى إليه هو الفوائد المالية والأرباح ((الخيالية)) بأي وسيلة..!. مهنة الطب - خاصة - هي مهنة الإنسانية والرحمة والضمير الحي ولا تقبل بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى مهنة ((اكتساب)) دون مراعاة لأهم مبادئها وقيمها.. وإذا كان هناك من لا يمكن أن ينظر للكسب قبل الهدف النبيل للمهنة .. فهناك كثيرون لا همّ لهم سوى ((المال)) والمزيد منه. تخيلوا أن يفكر أب ميسور الحال ومن ذوي العقلية التجارية بمشروع مربح يضمن فيه أضعافاً مضاعفة من ((المال)) ولا يجد سوى أن يقول لثلاثة من أولاده أريدكم أطباء لتتولوا مشروعي الجديد ((مجمع طبي))!!. رجل أعمال آخر ألزمه المرض زيارة طبيب باطنية وإجراء ((كشف تلفزيوني)) ظل منتظراً ما يقارب الثلاث ساعات، وعندما غادر عيادة الدكتور المكتظة بالمرضى ظل يحسب كم عددهم ومقدار الكسب اليومي، ولم ينم إلا بعد أن ألزم ابنه الوحيد الذي يدرس في ماليزيا - هندسة - تغيير تخصصه إلى الطب مما كلفه نقله إلى القاهرة لعدم وجود تخصصات طبية في ماليزيا. ولا يخفى على أحد ما يجري في بعض إذا لم أقل اكثر المستشفيات التي يسمونها ((خاصة)) وهي عبارة عن مجموعة ((دكاكين)) تمارس تجارة البشر وتمنح تأشيرة ((الموت)) بمقابل باهظ وبدم بارد!!. أحد هذه المستشفيات بالعاصمة صنعاء سأذكره بالاسم لاحقاً وبالوثائق والأدلة أجرى مؤخراً عملية جراحية لطفلة صغيرة في قدميها الضعيفين وغير القادرين على المشي .. وبقوة قادر تحول ((المرض)) إلى الرئة، وبعد ما يقارب الشهرين رقود على سرير المرض بالمستشفى وبتكاليف مرتفعة لم يجد والد الطفلة المغلوب على أمره إلا أن يستدين بعد أن باع ما فوقه وما تحته وغادر بابنته إلى القاهرة وفي خلال أسبوع واحد تماثلت للشفاء!!. الطب لدينا يا دكتور/عبدالكريم راصع يحتاج إلى وقفة صادقة .. وضمير حي .. وإجراءات حازمة .. وعقوبات رادعة .. ولا أظنك غير قادر على ذلك. احسبها صح وتوكل.. واقتلع جذور الفساد من أسمى وانبل مهنة .. اغلق المستشفيات التي تشفط ((الأموال)) وتنتج العاهات وتصدر الموت .. افضح المتاجرين بالنفوس، وانظر في تقارير من ذهب للعلاج في الخارج، وحاسب من كانوا السبب. ورجاء حاول أن تعمل شيئاً فيما يخص اللوكندات والدكاكين التي تعِلق عند أبوابها لوحات عريضة مكتوب عليها ((مستشفى))!!. [email protected]