في أي مجتمع سمته الجهل والتخلف من السهل الضحك عليه والعيش على قفاهم عن طيب خاطر خاصة وان كثيراً من الناس بدأوا يشعرون بالخوف من مخلوقات غيبية لاتٌرى بالعين المجردة يظنون أنها تتمتع بقدرات فائقة على التحول والحاق الضرر بالغير ما جعل الكثيرين مصابين بالهوس والوساوس لإيمانهم بأنهم مصابون بمس شيطاني فمثل هكذا بيئة ما أكثر الذين يمتلكون القدرة على اقناع الآخرين بأن أكاذيبهم حقائق ودجلهم لايخرج عن الكتاب والسنة فهناك ممن يطلقون على أنفسهم مشائخ يتولون مهمة طرد الجن سواء بأساليب دينية كالاعمتاد على القرآن الكريم أو بطرق لاتختلف عن الشغوذة. اثارتني مشاهد رجال ونساء وهم يتجهون دون هدى إلى عيادات العلاج بالقرآن لطرد الارواح الشريرة أو للرقية من عين حسود أو فك سحر وغيرها من أمراض هذه الأيام عند من لايتقون الله ويأكلون أموال الناس بالباطل فهذه الحالات التي شاهدتها اعطتني قناعة بأن نصف سكان هذه الأرض الطيبة من يمننا الحبيب، وقد يزيد العدد ،مصابون بالمس الشيطاني وان كان الشيطان بريء منهم. انه الجهل الذي جعل الكثير من الناس لقمة سائغة يتلقفها المشعوذون لدرجة ان مثل هذه الممارسات اصبحت هذه الأيام تمثل تجارة رابحة مكسبها مضمون ولاتحتاج إلى مال بقدر ما تحتاج إلى عضلات وتلاوة ماتيسر من القرآن. ما يعني أننا كلنا مشائخ إذا ملكنا تلك الأدوات واتقنا فن الدجل والاحتيال. المصيبة أن الجن بحسب مشائخ العلاج بالقرآن حلوا أزمة سكن عندهم بالبسط على اجسادنا وجعلوا منها فللاً وعمارات وبيوتاً من صفيح يسكنها الجن وأبناء الجن وكل واحد بحسب مكانته والقبيلة التي ينتمي إليها شاءت المصادفة ان كنت مخزناً عند الشيخ فكري الأموي تأملت كيفية طرد الجن واخراجهم من اجساد البشر. طريقة ولا اسهل منها حتى أني احترمت كثيراً الجني الذي قال له الشيخ اخرج وعليك الأمان فخرج دون اثارة مشاكل على عكس نحن بنوا البشر ولو ان الواحد منا قال لمستأجر: اخرج من منزلي لأدخله في دوامة أقسام الشرطة والمحاكم ولجاء الحكم في غير صالحه ثلاثة أشهر دون ايجار. دار في رأسي سؤال وأنا اشاهد شاباً «حالته حالة» تلبسه جني ادوع وهو يرعى غنماً في احد الارياف السعودية براتب 300 ريال بالشهر.. تخيلوا لو ان الجني اياه تلبس الشيخ الأموي فهل يخرج بمثل تلك السهولة التي خرج بها من راعي الغنم ؟ اعتقد لا لأن الأموي «خمسة أدوار» ولو قرأ عليه إلى جانب القرآن الانجيل والتوراة لما خرج من جسد جاهز بعفشه. واتذكر قصة فيها نوع من الطرافة لمعالج نُص نص عندما طرد جنياً من جسد امرأة بعدما استخدم معه كافة اساليب التعذيب لاتقل عن سجن أبو غريب لتنتهي الجولة باستسلام الجني والخروج من جسد الفتاة بعد اسبوع عادت الفتاة إلى نفس المعالج عندما قرأ عليه القرآن وهدده بالحرق إذا لم يخبره عن سبب عودته فقال : عدت لآخذ الزوجة والجهال بعد أن نسيتهم في جسد الفتاة.. الجن والعلاج بالقرآن موضوع جدل دائم ما بين مصدق ومكذب وأنا هنا لا اقلل من شأن أحد ولكن هناك الدجالين وهناك من يتقي الله في نفسه. الصديق فكري الأموي جاءته امرأة تصر على انها مسكونة بالجن فكان رأيه مخالفاً لرأيها من أنها مسكونة بالوهم وعلاجها عند طبيب نفسي إذاً فالمسألة تشخيص الإنسان لمرضه مسبقاً والذين يؤمنون بتلبس الجن تنطبق عليهم المقولة: «من طلب الجن ركضوه».