من الضروري أمام ظاهرة التسول وانتشارها في مجتمعنا اليمني وضع دراسة اجتماعية شاملة ورؤية تقييمية لما فيه، للحد من استفحالها فكثير من المتسولين والمتسولات على أبواب المساجد والبيوت وفي أوقات غير مناسبة بل وبمشاهد مزرية وغير حضارية ينقل عنها القادمون من البلدان الأخرى صورة مشوهة لا تمت بصلة إلى حضارتنا العريقة، ومن هنا لابد أن نستقرىء بحكمة وإمعان وتروٍ في التعامل مع هذه الظاهرة الاجتماعية حتى لا يؤدي انتشار التسول إلى ظواهر اجتماعية اكثر ضرراً لمجتمعنا بصورة خاصة مثل البطالة والفساد والأخلاقي وامتهان التسول كعمل يومي يسرف كثيراً في تشويه القيم والمثل الاجتماعية لمجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف وهذا ما يدعو إلى الارتقاء بدور الجمعيات الإنسانية والاقتصادية لمكافحة ظاهرة التسول وتقديم ما يمكن أن يؤدي إلى حل المعاناة والعوز الاجتماعي الذي يشكو منه المستولون وبذل المزيد من الجهود الرسمية والشعبية للحد من انتشار البطالة والفقر. وينبغي أن يكون للثقافة دور اساسي في تربية الأجيال المتعاقبة بخطورة التسول وأن يلعب الإعلام والصحافة الدورالتحريضي والوقائي لما يمكن أن يحدثه التسول من أثر سلبي بل ومدمر على مجتمعنا واقتصادنا وجهود التنمية وما يحزن النفس مانشاهده بأم أعيننا عشرات المتسولين من النساء والأطفال والرجال والشباب والعجزة في الشوارع والأرصفة وبين السيارات ولا سيما ممن هم في سن العاشرة أو الخامسة من العمر وهم عرضة للبرد وتحت لهيب الشمس المحرقة. دعوة مخلصة وصادقة نوجهها إلى دوائرنا الاجتماعية والرسمية وأجهزتنا الحكومية لتوفير فرص عمل مناسبة لهذه المجاميع المتسولة لنيل الرزق بطريقة كريمة ومشروعة وليس بحيل وطرق محرمة ومكروهة والعمل على نشر قيم الكرامة الإنسانية ونخوة الإنسان العربي واخلاقيات الإسلام وأحاديث الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتوجيه لقمان الحكيم لولده « يابني إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه». ولعله من المفيد أن نشيد هنا بما يقدمه مجتمعنا اليمني وحكومتنا وجمعياتنا والصناديق الاجتماعية من جهود طيبة للتخفيف من معاناة وعوز المتسولين، ومساهمات رجال الخير والإحسان التي لها بالغ الأثر في حل معاناة المعسرين واليتامى مما ادى إلى تقليص عدد المتسولين وانعكاسات التسول على مسيرة توجهنا الاقتصادي والتنموي وهي المساعي والجهود التي مازالت مستمرة ومحل اهتمام الحكومة والمجالس المحلية لمزيد من الحلول الناجعة لهذه الظاهرة الاجتماعية.